واشنطن ــ وكالات
بدأت ملامح المخطط الإيراني لبسط النفوذ بالمنطقة في الاتضاح بعد 3 سنوات من التخطيط والدعم غير المباشر لتأجيج النزاعات وخلق الأزمات في دول المنطقة.
وكشفت صحيفة “واشنطن تايمز” أن المخطط الإيراني الذي وصفته بـ”الخبيث” كان يهدف منذ بدايته لتكوين إمبراطورية إيرانية بالمنطقة، وذلك بداية من دعمها لمليشيات الحوثي باليمن منذ 2014 ووصولا لافتعالها للأزمات بلبنان وتدعيمها لوجودها العسكري بسوريا في الوقت الحالي. وقالت الصحيفة إنه “أصبح من الضروري التنبه لهذا المخطط بعد أن نجحت إيران في فرض نفوذها بقوة على أربع دول بالمنطقة؛ في سوريا والعراق واليمن ولبنان عن طريق دعمها المعلن لبشار الأسد، ودعم مليشيات الحشد الشعبي، والحوثي الانقلابية، وحزب الله الإرهابية”.
وأشارت ” الصحيفة إلى أن ما وصلت إليه إيران في الوقت الحالي يرجع لعدة أسباب أهمها الاتفاق النووي الإيراني، الذي أبرمته الدول الخمس الكبرى مع إيران، والذي أثبتت الشهور الماضية عدم التزام إيران به جملة وتفصيلا، وعاد بمكاسب اقتصادية على نظام الملالي الإيراني ما ساعده على تمويل خطته الخبيثة.
وأكدت الصحيفة ضرورة وجود رد حاسم وسريع من الحكومة الأمريكية على هذا الانتشار الإيراني بالمنطقة؛ لمنع تحقق هذا السيناريو المخيف بتكوين إمبراطورية إيرانية تحت إدارة نظام الملالي.
يذكر أن مسؤول العلاقات الخارجية بحكومة إقليم كردستان العراق، فلاح مصطفى بكر، كان قد أعلن عن تخوفه من تحول العراق إلى “دولة طائفية متطرفة”، ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل بقوة لمنع إيران والمليشيات المدعومة من جانبها من تفكيك المجتمع العراقي وإشعال حرب جديدة.
فيما تقيم لجنة رؤساء بلديات فرنسا مؤتمرا، الثلاثاء المقبل، في العاصمة باريس، يتناول مخاوف فرنسا والمجتمع الدولي من سياسات الديكتاتورية الحاكمة في إيران.
ويأتي هذا المؤتمر بناء على مبادرة من لجنة دعم حقوق الإنسان في إيران، وسيتحدث فيه عدد من كبار الشخصيات، في مقدمتهم وزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنر، ووزيرة الدولة السابقة للشؤون الخارجية وحقوق الإنسان الفرنسية راما ياد، ورئيس وزراء الجزائر السابق سيد أحمد غزالي، وكذلك المرشحة الكولومبية الرئاسية السابقة إنجريد بيتانكورت، وناشطون آخرون في مجال حقوق الإنسان في المنطقة خاصة في سوريا.
وقال البيان الصادر عن المنظمين، إن حالة حقوق الإنسان في إيران خطيرة، وهذا النظام يحمل الرقم القياسي العالمي لحالات الإعدام، نسبة لعدد السكان؛ ما دفع الامم المتحدة ، إلى إدانة قمع الناشطين وأسر الضحايا الذين يبحثون عن الحقيقة، حول المذابح التي دامت في الماضي في سجون النظام، وذلك في تقرير اممي
وأكد المنظمون أن تعديات نظام طهران وممارساته ضد حقوق الإنسان، لا تقف عند الشأن الداخلي في إيران، ولكن في تهديداته بالمنطقة عبر برنامج الصواريخ الباليستية للنظام الإيراني وتدخلاته في المنطقة، لا سيما في لبنان وسوريا واليمن والعراق، وهو يشكل شواغل خطيرة لدى المجتمع الدولي.
ويُنظَّم على هامش هذا المؤتمر، معرض للتذكير بالجريمة البشعة التي ارتكبها النظام الإيراني، حول مذبحة 30 ألف سجين سياسي في عام 1988، وهي جريمة طالبت الأمم المتحدة، ولأول مرة، بإجراء تحقيق في تقريرها هذا العام.