هذه الحروب التي لا تبقي ولا تذر

• عبدالله فراج الشريف

تقع هنا وهناك في الغرب هجمات إرهابية، لكنها سواء من نتائج فعلها أو رد الفعل عليها لا تدمر وطناً ولا تفرغه من أهله، ولا تجد من آثارها فعلاً خارج نطاق الإنسانية والخسائر لا تعدو قتيلاً هنا أو هناك، وقليلاً من التشويه لمجريات الحياة في المكان زمناً يسيراً، أما في شرقنا العربي والمسلم فاينما التفت ستجد أوطاناً خربت، ودمرت فيها مدناً بأكملها، والقتلى بالآلاف، وزوال الأمن نتيجة حتمية، مما يدفع الناس للهروب من أوطانهم ليصبحوا لاجئين عند من لا يقبلهم وان قبلهم أهانهم، وحال بلداننا التي انتشرت فيها جماعات متطرفة أو ارهابية لا يخفى على أحد، ويراه كل عاقل ذي بصيرة وبصر، انظر افغانستان وكيف اصبحت غالب مدنها بل وأريافها، وقد هجرها السكان بعد ان دمر فيها العمران، واختفت تماماً من وسائل العيش، وانتشر الافغان في سائر بلدان العالم، وهكذا العراق، وهكذا ليبيا وهكذا شامنا المبارك، وفي افريقيا بلدانا ان لم تكن كلها مسلمة، ففيها عدد كبير منهم، وهذا الارهاب يدمرها كل يوم، ونتساءل لماذا خص الشرق العربي المسلم بكل هذا دون بقية العالم، وهؤلاء المتطرفون الارهابيون وجلهم من صغار السن، واكثرهم من الجهلاء بالدين والحياة، كيف أصبحوا قوة لها كل هذا الفعل المدمر، ومن هم الذين ينظرون لهم، ويمولون تخريبهم هذا الذي لا ينقطع سؤال حتى يومنا هذا لم نجد من استطاع الاجابة عليه بدقة يدعمها الواقع، فالاسلحة تتدفق، ومراكز التدريب تتعدد، والاموال لا حصر لها في ايدي الصبية الذين تمرسوا في العنف الذي لا مثيل له، ولا اظنهم هم رأوه من قبل، وتأتي القصص من المناطق المسيطر عليها من قبلهم، تشيب لها رؤوس الشباب، وتدخل الرعب على الجميع، والوقود شعوب كانت آمنة، لم يشهر عنها عدوان على أحد وفجأة وجدت نفسها في ظل من يسومونها سوء العذاب لا لشيء سوى انهم آمنون، وهناك من لا يرضى لهم ذلك، أو لعله يبحث في ماضي هذه الامة فيجد في تاريخها انتصارات تغيظه، فيريد ان ينتقم منها هذا الانتقام البشع، أو هي حروب كانت تشن عليها فترد الجيوش الغازية مهرولة كل مرة، وتلك لمن عرفوا آداب الحروب وقواعدها مثيرة في المنهزم غريزة الانتقام حتى تهدأ نفسه، ونحن في الشرق أمة حملت امانة تبلغها للناس، فاذا اعترض طريقها احد ومنعها من ذلك، كان حقاً عليها ان تقاتله حتى تؤدي الامانة التي تحملتها، ولكنها في الحروب من خير الأمم حتى قال عقلاء اعدائها: لم تعرف الدنيا غازياً أرحم من العرب، وبقيت آثار تلك الحروب في النفوس تعتمل، ومتى ما وجدت منفساً الا وتجدد الانتقام، بل ظهر ذلك على ألسنة الغزاة المحتلين لبلداننا يوم ان عادوا الينا، وقد تطورت عندهم وسائل الحروب، والحقيقة انه يجب ان نبحث عن السبب لهذه الحروب، ونبحث عمن انشأها وأمدها بالمال والسلاح، ونظر لها من الافكار ما غره به بشرا يجهلون الاسلام والواقع، ويندفعون وراء الشهوات معنوية كانت أم جسدية وانظر الى الدواعش، وما يفعلون تدرك ما اقول، ولعل بعض من يحاربونهم مشتركين معهم في الغاية والهدف، فاعقدوا العزم على بحث علمي يكشف لكم الحقيقة ليمكن التخلص من هذا البلاء المدمر، ولعلكم تفعلون فهو ما نرجو والله ولي التوفيق.

ص. ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *