ما بعد القمم الثلاث
4أن ما جرى في الرياض الأسبوع المنصرم قد فاق كحدث كل ما مرِّ بالشرق الأوسط من أحداث سياسية من قبل، فأن يجتمع كل هذا العدد من رؤساء دول العالم من عالمنا الاسلامي ومعهم رئيس الولايات المتحدة الامريكية، وان تعقد ثلاث قمم في يومين قمة امريكية سعودية وقمة امريكية خليجية، ثم قمة إسلامية أمريكية، وان تتخذ في كل هذه القمم قرارات سياسية، ويصدر عنها بيانات، فذلك أمر يميز الحدث وينتظر ان يكون لكل القرارات التي اتخذت فيه ان يكون لها مردود نرجو أن يكون على القدر المؤمل منها، وان يتابع بشكل جيد، حتى ينعكس ما اتخذ من قرارات على منطقتنا العربية والاسلامية وعلى الولايات المتحدة الامريكية التي رضينا أم غضبنا فهي حاضرة دوماً في منطقتنا برغبتنا ام ضدها، وان تكون فيها وهي تجد نفسها شريكاً لنا، خير من نجدها وهي تظهر العداء لنا كما كانت في عهد رئيسها السابق، الذي من المفارقات العجيبة انه كان مسلماً قبل ان ينتقل للطرف الآخر، ودوماً أعجب ان كل من كان مسلماً ثم ترك الاسلام الى دين اخر أو حتى الى إلحاد محض (لا دين) فعداؤه للاسلام والمسلمين أكبر ولعل أحد باحثينا العرب والمسلمين يستطيع ان يفسر لنا اسباب هذا، وعلى كل حال فنحن ننتظر مع امريكا في ثوبها الجديد تطوراً مهماً في علاقتنا بها وأود تكون علاقة صداقة متينة تحرص فيها على مصالح شعوبنا، كما تحرص غالبا دولنا عربية ومسلمة على مصالحها، ويهمنا في هذه المنطقة التي تتوالى عليها أحداث جسام من صنع أهلها حيناً ومن صنع غيرهم أكثر الاحايين، فهي تعيش دوماً على صفيح ساخن كما يقولون تعرضت للكثير من المشكلات شاركت فيها دول كثيرة من الغرب والشرق، واليوم تتعرض لهجمة من الارهاب لم يعرفها الانسان من قبل، قتل وتدمير ورعب، في عدد غير قليل من أقطارها، وتتلاحق الاحداث فيها وجلها بأيد أجنبية الا ما ندر، وكأني بأهلها قد ملوا نمط الحياة التي يحيون وسئموا الخطر المتربص بهم، وأصبحوا يتوقون في ارضنا العربية والاسلامية الى هدنة يلتقطون فيها انفاسهم من هذا البلاء، الذي لم يعودوا يدرون من أي اتجاه يصب عليهم كانت لهم مشكلة وحيدة هي دولة الصهاينة التي لا تحترم عهوداً ولا مواثيق والتي لا يكف خطرها منذ نشأت وحتى اليوم وكل الدول التي زعمت صداقتنا من دول الغرب تدعمها، رغم ان كل عقلاء الدنيا أنكروا ما تقوم به والذي يفوق ما تقوم به عصابات الارهاب في شتى بقاع الدنيا وأظن ان الولايات المتحدة الامريكية لو استطاعت حل معضلة اخواننا الفلسطينيين مع دولة صهيون، يكون لها في شرقنا العربي والمسلم فضلا لن ينسوه لها على مرِّ الزمان ولا أظن ان هذا يحدث قريباً ونحن في انتظاره، ونرجو صادقين ان ما تم التوقيع عليه بيننا وبين الولايات المتحدة الامريكية من اتفاقات ومشاريع تؤتي ثمارها وتحقق المرجو منها فعلاً، وأن نرى تغير المواقف التي أبدتها الولايات المتحدة نحونا ستجعل من اقبالها علينا كما هو يرعى مصالحها ، يرعى مصالحنا ويحقق لشعبنا ما يصبوا اليه من كل ما وقع معها عليه.
إن دولتنا لم تعادِ أحداً منذ نشأت، وطلبت صداقة الجميع، الا من عادها وعمل ضدها فهي مجبرة على مواجهة عدوانه وشعبها من خلفها يدعمها والخير كل الخير في هذا ان تعنى الدول بشؤونها ومصالحها المشروعة والا تتدخل في شؤون الدول الاخرى، والآمال عريضة في ان يتحقق كل ما نصبوا اليه وان يكون فيه الخير لبلادنا وان يكون هذا سريعاً جداً.
التصنيف: