تأييد الحاكم الظالم فساد عظيم
في عصرنا هذا رأينا أنماطاً من الحكام المستبدين فاقوا كل نظرائهم عبر التاريخ، وأدت شدة ظلمهم إلى أن يفضل مواطنوهم الرحيل عن وطنهم رغم قسوته، بعد أن لم يستطيعوا احتمال ألوان الظلم التي أبدعها حاكمهم، ولما ظهرت فكرة الربيع العربي الذي آل إلى فوضى وهذا ظاهر ولاشك فيما حدث في بلداننا اليوم، فهي تعيش مآسي لم يعهدها تاريخنا على ما فيه من مآسي يندى لها جبين الحر، وأظن أن أشدها قسوة الوضع السوري، فقد خرج المواطنون وهم يظنون أنه حان لهم أن يتخلصوا من مظالم لا عهد للانسانية بها، إلاّ في هذا القطر التعيس، وبدأ حرب النظام ضدهم بقسوة متناهية رأينا نتائجها على شاشات التلفزيون : قتل وترويع وهدم، حتى اصبحت المدن ركاما بعد أن صبت عليها القنابل والصواريخ من كل نوع، فآلت المدن إلى خرائب، وهجرها أهلها ليبحثوا عن أماكن آمنة، وهيهات لهم أمن في ديارهم، فأصبحوا مهاجرين في كل اتجاه، حتى لم يبق في القطر من السكان الا ملايين قليلة تلوذ بمنطقة في سوريا جاء منها الحاكم المستبد على ساحلها الغربي، وجاءت جماعات تحمل السلاح بعضها يريد دفع لأذى عن السكان وكثير منها تبحث عبر هذه الفوضى عن أماكن تمارس فيها سلطة مأساوية قبيحة، فرأينا بعد القاعدة ما هو أسوأ منها كالداعشية التي لم نعهد لهم مثيل في تاريخنا إلا أن يكون الحشاشون الذين يلوذون بقلاع حصينة على الجبال، لا ينزلون منها الا لنشر الرعب بين الخلق، بل إنهم فاقوهم قسوة، وأصبح المستبد على قسوته لا يستطيع الحركة، ويعيش في ظني مع الناس نفس الرعب هو ومن معه، ليس فيهم عاقل يدرأ هذه المآسي عن نفسه وجماعته بمغادرة سوريا وتركها لأهلها، ويزداد الحال كل يوم سوءاً، ولا تعجب الا لمن يزعم أن بقاء هذا الحاكم سيصون وحدة سوريا.. والوحدة قد فتك المستبد بها منذ سنوات طويلة، ويتوهم أنه يمكن أن يعيد البلاد لسابق عهدها، وهو خداع للنفس وخداع للخلق ممقوت، يعلم من يطلقه استحالة تحقيقه، ولكن الهوى يدفع النفوس الى خيالات مريضة، فحاكم سوريا ليس قادراً على أن يأن في مكمنه، فكيف به أن يتحرك ليصلح وضعاً سيئاً هو من خلقه، ولا أظنه راغباً في ذلك، وحينما يجد نفسه عرضة لأن يقتل سيفر ولن تهمه كيف ستكون سوريا بعده، وقد أنهكها ودمرها مدناً وقرى، وجعلها كلا مباحاً لكل طامع وهو صانع سلاح يريد أن يجرب جدواه، وان يدرب أتباعه عليه، وقومنا العرب تركوا سوريا ميدانا للعالم أجمع يتدخل فيها ويفرض من الحلول ما يحقق له مصالحه ومن عجيب تصرفات العرب أنهم يختلفون على مصير الحاكم المستبد الظالم، هل يجب أن يرحل أم يبقى بزعم فريق منهم ليحفظ لسوريا أراضيها وجيشها، الذي لم يعد جيشاً يخشاه أحد، ويحتاج إلى من يدافع عنه، ولم يعد الشعب يحترمه بعد أن استخدمه المستبد لظلم السوريين فأشبه شرطة تحمل الاسواط لتلهب بها ظهور المواطنين، إن سوريا بشار الأسد يا سادة لم تعد موجودة، وهي بدون بشار أقرب إلى الحل السلمي السياسي المنشود، الذي يطالب به الجميع ودون أن يعملوا لتحقيقه ، وقد تضطر يوماً القوى الدولية التي تعمل على أراضي سوريا لإخراجه بالقوة بعد أن يكون قد استنفد الغاية من وجوده، أعان الله أخوتنا السوريين وحقق لهم النصر لتعود سوريا لهم كما أرادوها فهو ولي ذلك والقادر عليه.
ص. ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043
[email protected]
التصنيف: