المعالجات الإعلامية الغربية للأحداث
بعض أخواننا يرون في إعلام الغرب النموذج الذي يحتذى، ويفوتهم أن كل نقائض الإعلام في ديار العرب انما هو بسبب تقليده لإعلام الغرب، والمتتبع للاحداث بكل سهولة سيدرك هذا، فحادث الارهاب الذي حصل مؤخراً في العاصمة البريطانية لندن، يبين كم هو هذا الاعلام لا يمكن اعتباره نموذجاً يحتذى، فمنذ وقع الحادث والاعلام لا يستطيع الحصول على معلومات دقيقة لما حدث، رغم أن ما حدث واضح ووضوحا لا يمكن إخفاء شيء منه، لكن الشرطة اصرت على ألا تمنح الاعلام أي معلومة عن الحادث، بل وتمنعه من نشر أي شيء عن هذا الحادث حتى تنتهي الشرطة من تحقيقاتها والاعلام يمتثل، ونضرب المثل باذاعة لندن العربية، والقناة التلفزيونية التابعة لها، وهي القناة التي تبث بالعربية، فقد إلتزما بما طلبته الشرطة ولم يتأولوا الحادث ولم يتفلسفوا كعادتهم عن الحادث، لان هذا غير مسموح لهم به، بينما عندما يعلن عن حدث إرهابي في بلد عربي، فمنذ اللحظة الاولى تبدأ القناة في نشر أخبار عن الحدث ولا يهمها ان ما تحدث به عنه بعد ساعات قليلة يكتشف ان ما قيل لا يمثل الواقع، بل قادتهم الرغبة العارمة في تأويل كل حدث يقع في بلاد العرب الى ان يذكروا ما ذكروه كذباً عنه، وكم من حوادث ذكروا عنها معلومات اتضح زيفها بعد ساعات قليلة من وقوعها، ولم يرتعدوا عن ترديد افكارهم المغلوطة عما يحدث في بلاد العرب، وقد انتهى الحدث بان من قام به بريطاني مولود في بريطانيا ولا علاقة له بالمسلمين الا الاسم الذي اطلق على نفسه رغم ان له اسماً آخر ما ذكر إلا في اليوم الثاني، وأخيراً تم الاعتراف بأن ليس هناك ما يثبت صلته لا بالقاعدة ولا بداعش، والأخوة العاملون بالقناة الاخبارية البريطانية BBC يترجمون أخباراً بالانجليزية عن الإذاعة البريطانية والتلفزيون البريطاني وأنا على يقين أن بعضهم يدرك أنها ليست صحيحة، ولكنه موظف يؤدي ما يطلب ولو كان فيه تشويه لمواقف لا أقول بلده، بل أمته، ومن يتابع فقط الإذاعات الغربية والقنوات التلفزيونية الغربية سيجد الكثير من الاخبار التي تؤول لغير صالح دولنا ولا شعوبنا، بل وتنمط أمتنا في الصورة التي تجعلها الادنى، ومع هذا كله لا يزال من العرب من لا يهمهم تشويه أمتهم ولا دولهم، ويظلون يخدمون الغرب لمجرد الرغبة في العيش فيه لا أكثر، ولا تظن أنهم فروا كما يزعمون من اضطهاد فجلهم سعوا للعيش بالغرب واستطاعوا ان يفعلوا وانقطعت صلاتهم بديارهم، ولعلهم قد نسوا ثقافة بلادهم، وطبعاً لم يصبحوا غربيين أبداً، وBBC البريطانية منذ كانت اذاعة الشرق الادنى، لم تترك وسيلة لتشويه شرقنا العربي كله بل وديننا، ولو كنت متابعاً لها مثلي لعلمت هذا يقيناً وارشيفها لايزال مملوءاً بالزيف عن كل ما هو عربي ومسلم، وستظل كذلك.. فالاعتدال معنى لا يعرفه الغرب الا اذا كان في صالحه وهذا لا ينفي أن في الغرب معتدلون وصادقون فيما يقولون، ولكننا نتحدث عن اعلام له غايات عرفناها منذ ظهرت أول إذاعة أوروبية عربية في بريطانيا أولا ثم في المانيا الهترلية ثانياً ثم توالت الاذاعات ثم القنوات التلفزيونية وليس منها محايد قط، كلها تخدم مصالح دولها فقط، وليست عادلة وليست منصفة حينما يكون الأمر عن دولنا وشعوبنا، فانصفوا أيها الإعلاميون العرب بلدانكم وامتكم إن كنتم فعلا أهل عدل وانصاف، وردوا على من يشوهكم ويشوه أمتكم، هو ما نرجو والله ولي التوفيق.
التصنيف: