فواصل من الركض الإعلامي
منذ 46 عاما تعرفت مبكرا على صاحبة الجلالة ، كما يحلو لعشاقها تسميتها ، ودخلتها كـناشئ من صحيفة عكاظ عبر زاوية (سوق عكاظ ) التي كان يشرف عليها الأستاذ سعيد الصبحي رحمه الله وذلك في عهد رئيس التحرير المميز آنذاك عثمان سباعي رحمه الله ،
ثم عرجت على معظم الصحف المحلية وبعض الخليجية والعربية إلى إن استقر بي المقام قبل ثلاثين عاما بالتمام والكمال في صحيفة البلاد ، وذلك من خلال زاوية ( في وضح النهار ) التي شقت طريقها في البدايات في صحيفة الجزيرة ثم في صحيفة المدينة لمدة عامين ، ومنذ ذلك الحين و أناملي تداعب سكب الحروف والكلمات لرسم لوحات فكرية وتصورات واراء تتقاطع وتتفق مع الرؤى المطروحة وكنا نطمع أن تحوز على رضا الجميع وذلك بانتظام اسبوعي وكذلك حسب الاحداث ، لم انقطع ولله الحمد إلا فترة بسيطة لعارض صحي او عارض قهري.
وبالأمس القريب قررت أن أترجل عن صهوة جواد المقالة الأسبوعية المنتظمة في الصحف الورقية ، وأعلنت ذلك عبر حسابي بتويتر وتعرضت لعتب كبير من جل رواد المهنة وملوك الحرف كي اتراجع عن هذه الفكرة ، والتي لم أقدم عليها إلا بعد دراسة عميقة أخذت من وقتي الشيء الكثير ،
سيما ان عالم التقنية أصبح يسهل عملية التواصل ويختصر المسافة والمساحة للمقالة لكي تصل الى المتلقي بصياغة إبداعية وجمل موجزة لا يؤثر على محتواها ومقصدها مقص الرقيب الرسمي ، لأنها مررت على الرقيب الذاتي كطبع وليس تطبعاً لعله يكون الحوار أكثر عطاء،
حيث وجدت في بداية الألفية الثانية ان المنتديات الالكترونية أكثر جذبا ومساحة للتجاذب الفكري خصوصا في ما يتعلق بالشأن العام والحوارات الفكرية ، ثم جاءت الصحف الإلكترونية وكان لي السبق مع من استهلوا ذلك الانفتاح فأسست صحيفة ( الحجاز الالكترونية ) واستصدرت عليها تصريحا بعد سنتين من تأسيسها ثم اضطررت لأسباب شخصية دافعها الحرية المقننة الى اغلاقها ،
وكان لي مع (عالم التواصل الاجتماعي تويتر ) جولة استقرت منذ 2011م ووجدت فيه ترحيب ورحابة واختصار وسرعة ايصال وتواصل وانجاز وتجاوب ولعلني رأيت في (تويتر) مساحة لما تبقى من عمر اذا كتب الله والبعد عن المقالة المنتظمة ، ولكن كما اشرت في البداية شكلت الضغوط خضوعاً لرغبة أحبتي ومن بطيبتهم وجدوا في حرفي بجمال حسهم شيئاً يذكر، وها أنا اعود باذن الله وكأن شيئا لم يكن ،
ولعلي استغلها فرصة لأستذكر مرحلة من الركض الاعلامي المجتمعي الخلاق ، والذي تشرفت من خلاله بان تلقيت خطابات وشهادات شكر تجاوزت 1221 خطاب وبرقية وتلكس وشهادة وجميعها مفهرسة وموثقة ، أرى انها تبقى مكسباً ووساما ، سيما انها جاءت شكراً على مقالات وتفاعلات فكرية تناول الشأن العام بين اشادة مستحقه ونقداً هادف في معظمه ،
فقد تشرفت بخطابات كثيرة اذكر منها على سبيل الاختصار والفخر ما وصلني وكما أشرت مفهرسا وموثقا بسجل مكتبتي المتواضعة ، من كل من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك خالد بن عبدالعزيز يرحمه الله ومن مقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله ،
ومن مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله ومن صاحب السمو الملكي سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله ومن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله ومن مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ، ومن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله ،و ايضا خطابات من اصحاب السمو الامراء واصحاب الفضيلة و اصحاب المعالي الوزراء ،
اذكر منهم ايضا صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سعود رحمه الله و صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد رحمه الله ومن سماحة الشيخ صالح اللحيدان شفاه الله ومعالي وزير المواصلات سابقاً حسين المنصوري رحمه الله ومعالي وزير الحج الأسبق د. محمود سفر ،
ومعالي وزير الصحة ووزير العمل و وزير التجارة و وزير الصناعة ووزير الكهرباء د / غازي القصيبي رحمه الله ، ومن معالي وزير الحج سابقا أ. اياد مدني ومن معالي وزير الحج : محمد صالح بنتن ومن معالي وزير العمل سابقا عادل فقيه وكثير ممن لا تتسع المساحة لسردهم
ولكن وددت ذكرهم والاشارة إليهم لأنهم كانوا فعلاً الداعم الحقيقي للكاتب سيما من يتخصص في الشأن العام ومتابعة هموم الناس بكل صدق و امانة بعيدا عن المصالح الشخصية
ومما يسعدني إن مسيرة 46 عاماً لم أتلقى أي خطاب ينفي ما اتطرق اليه، وحينما يطرح مثل ذلك أقدم الأدلة والبراهين وهذا ديدن حرصت عليه ولله الحمد مما جعلني مرتاحاً البال والضمير ، لذلك سأحاول قدر ما يسمح به الوقت والظروف من التواصل ،
سيما وأننا بحاجة إلى تضافر الجهود كل في مجال تخصصه وابداعه ، لتبقى بلادنا عالية الكعب ويشار اليها بالبنان ، من خلال تماسك لحمتها وتميز مجتمعها ، تحت قيادة حكيمة تنشد الأمن والأمان والرغد لكل من على هذا الثرى المبارك، شاكرا ومقدرا لكل من تداخل او اتصل او ارسل رسالة يدعوني للعودة ، راجيا من العلي القدير أن يوفقني لأن أكون عند حسن ظنهم هذا وبالله التوفيق .
جدة ص ب ـ 8894 تويتر (saleh1958)
التصنيف: