بالأمس شاهدت كيف يختلط الفرح بالحزن ..والغناء بالبكاء ..والالم بالامل .. ورأيت جمالا دون قبح ..وجودة واتقانا ومهنية واحترافا وتدريبا وادارة ..لقد كانت صورة مشرقة للانسان العربي وكيف يمكنه ان يصنع الفرح والنجاح اذا ما توافرت له الامكانات والعلم والمعرفة والمهارة .. واولا واخيرا الارادة لتحقيق الهدف

ان ما أتحدث عنه اليوم هو برنامج عرب ايدل وحلقته الاخيرة لاعلان الفائز .. وبصرف النظر عن اتفاقنا او اختلافنا مع محتويات برامج صناعة النجوم ابتداءً من استوديو الفن ..وستار اكاديمي ..وذا فويس للكبار والصغار ..وعرب جات تالنت الخ.. ما هنالك من برامج ..الفرانشايز العالمية التي تصر علي الكمال والنجاح بمعايير عالمية لا تهاون فيها.

لقد تفاجأت بحجم المواهب والابداع الذي يكتنزه جيل الشباب العربي اناثا وذكورا وفي احيان كثيرة شيوخا يملكون من المواهب والقدرات والاصوات والامكانت البشرية ليكونوا نجوما في عالم الفن ويسعدونا وهم يغردون في فضاءاتنا ..

تخيلوا لو لم تكن هذه البرامج موجودة لكانت تلك المواهب مدفونة ..وهم احياء تحت الرماد من الخوف والتردد وعدم الاكتشاف .. ما اقصده هنا .. انها ثروات انسانية كان يمكن ان تضيع او تتوه في براثن استنكار العادات والتقاليد البالية والخوف من العيب المزعوم وكلمات الاحباط و (..ماذا يقول الناس عنا ..)

ان ما يتوج تلك البرامج هو الاتقان والابهار والحرفية في كل جوانب العمل التلفزيوني والاستعراض المسرحي .. من صوت واضاءة وادارة خشبة المسرح وتصميم الديكورات واللوحات الاستعراضية وتصاميم الجرافيك وادارة الشاشات العملاقة ومهارة العازفين والتوزيع الموسيقي ..

وادارة حماس وحيوية الجمهور وكمرات البث المباشر وادارة تقنيات التواصل الاجتماعي مع ملايين البشر من المشاهدين والمعجبين. هذا الي جانب الاهتمام النفسي والجسدي والروحي بالمتسابقين لزرع الثقة في نفوسهم واكتشافهم لقواهم وقدراتهم الكامنة امام الجمهور والكمرات والميكرفونات واضواء المسرح المبهرة .

من عادتي ان اراقب واتابع العديد من هذه البرامج بعين ناقدة والاحق ادق التفاصيل في تلك الاعمال دون ان اتسامح او ان اجد الاعذار للاخطاء والهفوات ..لان الاعمال المسرحية والاستعراضية الكبيرة والضخمة لا تحتمل الخلل ولو لجزء من الثانية فمثلا لو تاخر فتح او قفل ستار المسرح لثانية او ثانيتين فان فترة الانتظار تلك تعتبر دهرا بالنسبة للمشاهد وينطبق ذلك ايضا علي حركة ولقطات الكمرات وادارة الاضاءة واجهزة الصوت ..

واعود الي الحلقة الاخيرة لهذا الموسم من برنامج عرب ايدل والتي احيتها الفنانة الموهوبة العظيمة.. شيرين.. والتي تمتلك قدرة فائقة علي بث روح الفرح والحبور في نفوس الجمهور بطريقة طلتها ومظهرها وحركاتها وخفة ظلها وهي تشدو وتغني وتطرب كل الاجيال صغارا وكبارا ..فهي تمتلك كاريزما طاغية في التفاعل مع جمهورها لا يدانيها فيها احد ..هذا الي جانب صوتها العذب الشجي ..

اما الجانب الاخر والذي ادهشني وادخل السرور الي نفسي فهو فوز الشاب الفلسطيني يعقوب شاهين بلقب السبق ذلك الفوز الذي اشعل مكامن الفرح والسعادة في الشعب الفلسطيني المحروم حتي من ابسط مقومات الحياة وهي ارض ووطن ..وشكرا ل MBC لتي فاجأتنا بنقل حي ومباشر من الاراضي الفلسطينية وكذلك من مدينة جدة لمن يتابعون فعالية فنانيهم من فلسطين واليمن .

وقبل الختام.. اسمحوا لي ان احيي مقدم البرنامج الفنان الشامل .. احمد فهمي لحيويته وخفة ظله وعفويته وحضوره الذهني المتوقد والتي ساعدت علي شد انتباه المشاهد وضبط ايقاع فقرات البرنامج ..كما اود ان اشير الي دور لجنة الحكم في تدريب ونقد وتوجيه الملاحظات البناءة للمتسابقين بمهنية عالية.

واخيرا .. اقول شكرا للمبدع مخرج البرنامج .. الاستاذ عماد عبود وفريقه حيث تفوق علي نفسه حيث استطاع ان يوالف بين الانسان وتفاعلاته وانفعالاته وبين بقية ادوات الاخراج الاخري من اضاءة وصوت وديكورات .. الخ .. حيث نجح في ان يمازج ويناغم بين تلك العناصر مجتمعة ولم يطغي اي عنصر علي آخر ..لقد نجح المخرج بامتياز بتقديم برنامج موسيقي استعراضي مبهر ونابض بالحياة. .

ورسالتي اليوم موجهة .. لرجال التعليم والاعمال .. واقول لهم.. دوركم كبير في دعم برامج مماثلة لاكتشاف الاداريين والعلماء ..والرواد والمستقبليين.. من جيل الشباب ..لاثراء واسعاد البشرية ..
ان العالم يتغير.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *