نقرأ لأبي منصور الثعالبي (ت 429 هـ) في فقه اللغة تفصيلاً مشوقاً عن الغيمة وأسمائها وصفاتها، حيث يقول:
«أوّل ما ينشأ السحاب، فهو نشء، فإذا انسحب في الهواء، فهو السحاب، فإذا تغيرت وتغممت له السماء، فهو الغمام، فإذا كان غيم ينشأ في عرض السماء فلا تبصره، وإنما تسمع رعده، فهو العقر، فإذا أطلّ وأظلّ السماء، فهو العارض، فإذا كان ذا رعد وبرق، فهو العرّاص. فإذا كانت السحابة قطعاً صغاراً متدانياً بعضها من بعض، فهي النّمرة، فإذا كانت متفرّقة، فهي القزع…، فإذا كانت قطعاً كأنها قطع الجبال، فهي قلع، وكنهور (واحدتها كنهورة)، فإذا كانت قطعاً رقاقاً، فهي الطّخارير (واحدتها طخرور)… فإذا غلظ السحاب وركب بعضه بعضاً، فهو المكفهرّ، فإذا ارتفع ولم ينبسط، فهو النّشاص، فإذا تقطع في أقطار السماء وتلبّد بعضه فوق بعض، فهو القرد،
فإذا ارتفع وحمل الماء وكثف وأطبق، فهو العَمَاء، والعَمَاية، والطَّخاء، والطَّخاف، والطَّهاء، فإذا اعترض اعتراض الجبل قبل أن يطبق السماء، فهو الحبيُّ، فإذا عنّ، فهو العنان، فإذا أظل الأرض فهو الدَّجن، فإذا اسودَّ وتراكب، فهو المُحمومي، فإذا تعلَّق سحاب دون السحاب، فهو الرَّباب، فإذا كان سحاب فوق سحاب، فهو الغفارةُ، فإذا تدلَّى ودنا من الأرض مثل هدب القطيفة، فهو الهيدبُ، فإذا كان ذا ماء كثير، فهو القنيف، فإذا كان أبيض، فهو المزن، والصَّبير، فإذا كان لرعده صوت، فهو الهَزيم، فإذا اشتدَّ صوت رعده، فهو الأجشُّ، فإذا كان بارداً وليس فيه ماءٌ، فهو الصُّراد، فإذا كان ذا صوت شديد، فهو الصَّيّب، فإذا أهرق ماؤه، فهو الجهام وقيل بل الجَهاَم الذي لا ماء فيه».
بقلم / يحيى البطاط