قراءة في ملفات وطنية

الوطنية ليست مجرد شعارات ترفع، ولا كلام يقال، ولا لحن يُغنى ، ولا قصص تسرد, ولا مقابلات تبرمج, الوطنية حب يلامس نياط القلب، وانتماء تدمع له العين ما بين دمعة فرح، ودمعة حزن والم وأسى.

الوطنية لا تبرز من خلال قرارات حكومية، ولا مكرمات ملكية، ولا تنظيمات دستورية، ولا أنظمة ولوائح وقواعد سلوكية تُقرر ثم تنفذ، أو بالأحرى يُطالب بتطبيقها وعدم الإخلال في تنفيذها.
الوطنية مصدرها الحب ووقودها الانتماء يا سادة ياكرام.

حب الوطن لا يُضاهيه حب أبداً, ويظهر هذا الحب بل يسطع ويلمع في ظلام الأحداث، ومتقلبات الحوادث.
ولعل ابلغ مثال تلك الملاحم التي يسطرها أبناء الوطن على خط النار، على الحد الجنوبي, حيث يقدمون أغلى ما يملكون . يقدمون أنفسهم من أجل الوطن، يحملون أرواحهم على كفوفهم فداء للوطن، ومن أجل الوطن.

لله درك يا وطن ما أغلاك وما أحبك في قلوب أبنائك .. حب أرضك، والشوق لترابك، لا يعادله حب، ولا يساويه عشق.
وهذه رسالة نبعثها لكل إرهابي ولكل خارجي، ولكل ضال بأن وطننا ومقدساتنا ومجتمعنا خط أحمر لا نسمح بالاقتراب منه، فضلاً عن تجاوزه.

أرواحنا ودماؤنا وأبناؤنا وأموالنا فداء لك يا وطني.

لوحات التضحية التي سطرها جنودنا البواسل على أرض المعركة بأرواحهم الغالية، ولوّنوها بدمائهم الزكية، لهو شاهد لما قلته، وما جاد به قلمي.

ومن هذا المنبر بالأصالة عن نفسي ونيابة عن جميع أفراد الشعب السعودي الكريم نجدد المبايعة، ونؤكد المتابعة، ونحن جميعاً جنود الوطن مدنيين وعسكريين، رجالاً ونساء، صغاراً وكبارا، وعلى العهد محافظون وبالوعد متمسكون يا خادم الحرمين .. فقرر ونحن معك، وسر ونحن وراءك عهداً ووعداً قطعه أجدادنا وحافظ عليه آباؤنا، ونحن به متمسكون..
الرياض