يكتنف العالم توجس وترقب لما قد تأتي به الأيام من حقبة دونالد ترمب الرئاسية حاكما لامريكا.. شئنا أم أبينا فإنني أرى العالم يرتعد.

كلنا ندرك أن العالم يتغير .. وكلنا ندرك أننا مقدمون على ثورات وفورات علمية مذهلة ستغير وجه الحياة على سطح كوكب الأرض ..بل ويمتد ذلك إلى بعض الكواكب الأخرى التي نحاول الوصول إليها وغزوها والعيش فيها ..وننقل إليها بعض أشيائنا وأساليب وطرق عيشنا. بل وندير بيئة تلك الكواكب بنفس نقائصنا وسلبياتنا والتي ربما ستقلب الأوضاع هناك وستجعلها نسخة مكررة من مآس الحياة علي كوكب الارض.

وبقدوم دونالد ترمب إلى سدة الحكم في أمريكا ..نرى خطواته الجديدة والجريئة والعنيفة لفرض نظام عالمي جديد, لا اعلم إن كان هذا النظام هو من نتاجه العفوي ..أم من نتاج محركات الفكر والبحث والاقتصاد في أمريكا والتي يقودها صناع السياسة وتوجهاتها هناك.

وأول هذه المشاهدات هو التغيير الذي طرأ علي عقلية الناخب الأمريكي والذي فاجأ الدنيا بخياراته الانتخابية ..والتي تقول بصراحة شديدة ..إنه ضاق ذرعا بالأفكار والممارسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية السائدة منذ الحرب العالمية الثانية والتي يسيطر عليها النظام الرأسمالي المقيت والديموقراطية المزعومة والتي تتشكل وفق أهواء ومصالح الدول والحكام.

وتجدر الإشارة هنا إلي أن هذه التوجهات والمطالب تنطبق علي جميع شعوب كوكب الأرض ..والذي لو أعطي الفرصة للتعبير عن رأيه بحرية تامة ..لقلب الطاولة علي ساسته وحكامه وقادته .. بحثا عن الحرية والعدالة وحياة جديدة تكفل له رغد العيش والحياة السعيدة ..دعوني استعرض معكم بعض ما ورد من أفكار وقرارات لدونالد ترمب .

لقد انتقد ترمب بشدة حلف الناتو ودوره وتأثيره علي حلفاء امريكا ..وانسرد ذلك ايضا على هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها وآلياتها وطالب بإعاذة النظر في المعاهدة النووية مع إيران ومراجعة اتفاقيات التجارة الحرة واتفاقيات باريس بخصوص التغيير المناخي ..ونظرته الدونية للأقليات التي تعيش علي ارض بلاده والتضييق عليها وغيرها كثير من القرارات والسياسات قادمة.. والتي ستغير وجه أمريكا والعالم للابد لو قدر لهذا الرجل أن يستمر في الحكم لولاية ثانية أو حتى إذا لم يكمل ولايته الأولي. !!

وتجدر الإشارة هنا إلى أنني لست منظرا سياسيا ..بل اترك للقارئ المهتم وصانعي السياسة في العالم والقادة والحكام والمنظرين ..أن يجيبوا عن السؤال الكبير الذي يحتاج إلى إجابة العالم عنه.. (عفوا ..وردني الان هذا الخبر العاجل .. دونالد ترمب ينهي محادثة تليفونية في وجه رئيس حكومة استراليا بشكل غير لائق؟ !.. ألم أقل لكم إن العالم يتغير ..وإن القادم أسوأ ..؟).
والآن أعود لاستكمال كتابة المقال بالإجابة عن السؤال الكبير.

هل حقبة دونالد ترمب هي بداية لعصر جديد؟ . أم أنها فزاعة السنين الأربعة القادمة؟ ! .أم هي بداية لانهيار النظام العالمي القديم.. أم أن ترامب إنسان بسيط أخذه حماس فوزه في سباق الرئاسة ويطبق المثل الشعبي القائل لكل غربال جديد شدة ؟ !

أنى لا أؤيد مقولة ( خلينا ننتظر ونشوف) ؟ ولما الانتظار فأمام دول العالم المتقدم أدواته ودراساته لاستشراف المستقبل وما ستنبئ به الأيام من تغييرات بل وتستطيع أن تساهم في صنع المستقبل ..

أما دول العالم الثالث فهي متفردة في أدواتها لاستشراف المستقبل ومنها الضرب بالودع وقراءة الكف وفناجين القهوة .. والاستعانة بالجن ..ودراسة حركة الكواكب والأبراج.. كل له أدواته والشاطرة تغزل برجليها ويديها وعقلها وأولا وأخيرا ..بإرادتها ومساهمتها في صناعة التغيير .
إن العالم يتغير ..

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *