الموت نهاية كل حي، كل منا يسعى الى يومه الذي يلقاه فيه، يوم أن يأتي أجله الذي لا يستقدم عنه ساعة ولا يتأخر، وهو ولاشك مصيبة رغم حتمية لقياه، لا ترغبه النفس وتفزع منه، والعاقل يعمل لما بعد الموت ويجتهد أن يكون يوم أن يلقاه في حال يرضى الله عنه، فأسعد الناس يوم يأتيه الموت وقد رضي الله عنه وقدم عملاً، يجعل حياته الاخرى أسعد من حياته الدنيا،

وفي الموت عبرة لمن نسى أو تناسى العمل الصالح الذي يؤدي الى أمنه يوم يلقى الله، فعليه عندما يسمع به أن يرتجف خوفاً، ويثوب الى الله من كل عمل له غير صالح، ويقطع دابره، ليتفرغ فيما بقي من عمره لعمل صالح يأتيه عله يمحو به ما سلف من أعمال يحاسب عليها، ومن فاضل القول ان نقول ان مصيبة الموت لا تستدعي من احد الفرح بموت انسان، حتى ولو كان لك عدواً، فلا فرح بموت أحد، فما بالك من لا يجد سوى محاسبة الناس بعد ان يموتوا ويظهر الفرح بموتهم، بزعمه انهم كانوا عصاة، ولابد أن يحاسبوا، وكأن الله أوكل اليه ان يحاسبهم وينسى أن الله الرؤوف الرحيم بعباده هو من له محاسبة خلقه، وعظيم عفوه يستدرك ذلك، فهو العفو الذي لا يعجزه شيء، فقد يعفو عن المذنب، وقد يدخر له من الاعمال ما لا يدركه احد وبه يرحمه فيعفو عن ذنبه، حتى ليدخل الجنة من لا يوجد في سجله سوى كلمة الاخلاص لا اله الا الله محمد رسول الله، وهو وحده من يمحو ويثبت ما شاء ولمن شاء، وهو الذي لا معقب لحكمه، وبعضنا في هذه الدنيا يبخل على عباد الله حتى بفضل الله، ولو كان الامر اليه، لحاسب كل احد على ما يعتبره ذنباً، ومعصية، ولكنه عندما يصل الى نفسه فأمله عريض في أن يعفو الله عنه، ولو كانت ذنوبه مثل الجبال ولكنه يتحدث عن ذنوب غيره ولو صغرت ويعظمها في اعين الناس وتراه كل ما وقع حدث تشتم فيه رائحة معصية يعجل بالحديث عنه متمهلاً، فالناس كلهم عنده عصاة،

ولا يفعلون من الخير والطاعات لا يمحون به سيئاتهم بسوء ظنه بهم، وحسن ظنه بنفسه، ويوم يأتي اللقاء عله يكتشف ان ما جناه من السيئات تعاظم بذلك حتى يدخله النار ولا حول ولا قوة الا بالله، وإنا لندعو للعصاة بأن يغفر الله لهم، ونتمنى لهم السلامة عبر اعمال خفية اتوها لا نعلمها ونرجو لهم النجاة حتى اصحاب الكبائر منهم، الذين يشفع لهم خير الخلق وأرأفهم – بخلق الله، فاللهم اغفر وارحم كل عبادك والعاصين منهم أولى برحمتك، ندعو الناس الى الطاعة نزينها لهم، فلا ينجي مثلها يوم الحساب، وليس العذاب حتماً لهم فأسباب العفو والغفران كثيرة، ونتمنى أن يعيننا ربنا على طاعته، ويصرفنا عن معصيته إنه رؤوف بنا رحيم، وندعو الى الله: ان يغفر لعصاة هذه الامة ويستبدل سيئاتهم حسنات. اللهم انزل رحمتك على من قضوا من اخواننا في ذاك المطعم في اسطنبول رحمتك واغفر لهم، وتجاوز عن ذنوبهم وضاعف لهم حسناتهم انك الرؤوف الرحيم، فلا تجمع ربنا عليهم ألم الحدث وما يحاسبون عليه.. قولوا معي أمين.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *