قع نملة تأكل سكر!!
حين ننتقي بعض العبارات من التراث العريــق الـذي يؤصل في أعماقنا صفات يفتقر إليها الكثيرون بل ويتسابقون إلــى الاستهزاء بها وربما الاستخفاف بمـــدلول قيمها وأبعاد فكرتها ونسيج وعيها !! لابد لنا من إيضاح بسيط يخدم الحقيقة ويرصد الواقع بدقة بعيدا عن النعت بالجُبن والخوف والسلبية كما يصف البعض سلوك الإنسان العصامي الذي ينتمي إلى المدرسة الحضرمية في تبنيه الحكمة وامتلاكه أدوات الرؤية الثاقبة التي تحترم النظام والعمل الدؤوب كما النمل ذلك المخلوق الضعيف الحريص على السعي لرزقه بصمت!!
إن المثل الحضرمي (قع نملة تأكل سكر) مّيز أنصاره عن غيرهم باستراتيجية استهلاكية في غاية التنظيم تحترم الطبيعة الإنتاجية وتقدر روح التعاون الجماعية في ظل الالتزام بالمبادئ والأخلاق وتقدير الذات، فالمثل يحث على الاقتداء بثقافة النمل من منظورٍ ذكي لا من منظور الضعف كما يعتقد البعض!! فهي مخلوقات ذات قدرات عجيبة نحسبها تافهة، ولكنها بحق هي من إبداع الخالق، وللحضرمي كل الفخر في سلوكه الأشبه بمنهجية النمل حيث الصبر والسعي للرزق والاعتماد على النفس والتعاون والسير ببطء في روتين هادف ومنظم لا يتسبب في إلحاق الأذى بمن حوله بل لديه شعور غير مستغرب بالمسؤولية!!
«أثبتت دراسة وهي الأولى من نوعها بأن النمل يُضحي بنفسه ويموت من أجل حماية الآخرين فالنملة المريضة تذهب بعيداً عن عش النمل، وتموت وحيدة!! وقد فسر العلماء هذا التصرف بأنها تقوم بعمل بطولي حيث تقرر الابتعاد عن النملات خوفاً من انتشار المرض فهي بمجرد اشتداد المرض تضحي بنفسها وتسرع مبتعدة عن رفيقاتها وبالتالي تساهم في نجاة المجتمع من خلال تضحيتها وإيثارها» أنموذج رائع يُضيف إلى الحياة قيمة لا يفهمها سوى العصاميين وحتما يستهزئ بها المتسلقون !!
قطر:
أجمل ما قرأت «الشمس والبدر من أنوار حكمته، والبر والبحر فيض من عطاياه الحوت قدَسه والوحش مجده، والطير سبحه والنمل تحت الصخور الصم ناداه، والنحل يهتف حمداً في ثناياه والناس يعصونه جهرا ويسترهم، والعبد ينسى وربي ليس ينساه»
[email protected]
التصنيف: