الدراجات النارية ألم وأمل !!

• د.سعيد بن علي الفقيه

هناك هوايات عديدة، ورغبات جديدة، وامنيات قديمة، بعضها قد يُكتب لها النجاح فتتحقق، والكثير منها قد يبقى في القلب حسرة تلذع كالجمرة، لا يتحقق!! أو تتحق لكنها تلدغ كالأفعى!! ولأسباب كثيرة، لعل أهمها النظرة المجتمعية، لهواية ما، إما لأعراف متداولة، أو عادات متوارثة، أو معتقدات ظالمة، أو تقاليد بالية!! حول هواية، أو ممارسة ما، فتنتقل من أمل إلى ألم ، ومن حقيقة إلى حلم، ومن إمكانية إلى استحالة!!

والأمثلة على ذلك كثيرة، ولعل أهمها ماصاحب بداية هواية لعبة كرة القدم من محاربة مجتمعية شرسة، وصلت لدرجة التحريم!! بحجة أنها من الملهيات، المضيّعات، المنقصات !!

وهاهي دول كثيرة لم تُعرف وتشتهر إلا من خلال لعبة كرة القدم، أو إحدى الألعاب الأخرى !!

وبالتالي فقد تعودت المجتمعات النائمة، أقصد النامية، أو دول العالم الثالث، ومنها الدول العربية، على محاربة كل جديد في اي مجال من المجالات!! واعتبار أي غريب دخيل على المجتمع وأنه نقض للمواثيق، وخرق للعادات، واستهتار بالمبادئ، بل من خوارم المروءة !! وخاصة الهوايات الجديدة، والتي تكون غريبة على تلك المجتمعات!! ويقع على رأس تلك القائمة هواية ركوب الدراجات النارية!! فهي تمر في المجتمع السعودي بحرب ضروس، وهجوم شرس، بحجج واهية، وجدران من الصد واهمة!!

وقد يعود بعضاً منها- تلك النظرة الظالمة- بسبب وجود نوع من الدراجات النارية والتي تسمى بالريس يمتلكها شباب صغار في السن لا توجد معهم رخص قيادة، ولا تحمل لوحات نظامية، وتصدر أصوات مزعجة، وذات سرعات هائلة!!

وهذه النوعية أساءت جداً لبقية الدراجات النارية المتنوعة، والتي تصنعها الشركات العالمية المختلفة وتسمى (الكلاسيكية) باحجامها المختلفة، وفئاتها المتعددة!! وهي دراجات نارية كلاسيكية جميلة وفارهة، بل وتقودها فئة من المجتمع راقية، من أصحاب الرتب العليا، والمراتب العالية في الدولة، وعلى سبيل المثال لا الحصر ؛ منهم الدكاترة، والأطباء، والمهندسين، والضباط، والمحامين، والمعلمين.. حاصلين على رخص قيادة دراجات نارية، ومسجلة باسمائهم في ادارة المرور (الاستمارة) ولها لوحات نظامية، ينتمون لإحدى فرق الدراجات النارية المنتشرة في اغلب مدن المملكة ومحافظاتها، وتحت مظلة الهيئة العامة للرياضة ( الرئاسة العامة لرعاية الشباب سابقاً) ملتزمون بقواعد السلامة، وبأنظمة المرور، وبقوانين السير، يقدمون خدمات جليلة: انسانية، خيرية، تطوعية، ومشاركين في الاحتفالات، المجتمعية، والمناسبات الوطنية، فتارة تجدهم يدخلون الفرح والسرور لذوي الاحتياجات الخاصة، بزيارتهم لتلك المراكز، وتارة مع جمعية إنسان، وثالثة مع التوحد، جمعية سند، وغيرها الكثير والكثير !!
وفي الحقيقة، أن هذه الهواية راقية جداً لمن التزم بأنظمتها، وخطيرة جداً لمن استهتر بقوانينها !! لكن أهم مطلوب، واغلى مطلب من أصحاب الهواية الراقية اصحاب الدراجات النارية، أو مايسمون (الدرّاجين) أو البايكرية هو تصحيح النظرة المجتمعية، لهذه الهواية الراقية، والجميلة، والمفيدة، وعدم الخلط بين النوعين من الدراجات النارية !!
وليكن شعارنا (إحترِم تُحترم) !! ودمتم بود،،

الرياض

[email protected]  – Twitter:@drsaeed1000

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *