هَبْ أنك كدحتَ طول حياتك العملية بجدٍ و تعبٍ. و وفّرتَ نِتاجَ حياتكَ العملية، نقداً و عيْناً، لينفعك أوانَ تقاعدك. حتى إذا حلَّ، برز لكَ دائنون مُطالبون، لا تعرف بعضهم و لم تحسب حسابهم.
فإذا الحق و القانون معهم، و لا قوّةَ لك أو خيار لتأجيلهم.
و إذا هذا يأخذ من رصيدك، و ذاك يقتطع من أعيانك، و غيرهم يسحب و يسحب و يسحب. حتى توشك (على الحديدة) أو تحتها.
كيف هو شعوركَ آنذاك.؟.
إنه بالضبط “المُفلس” الذي وصفه سيد الخلق يأتي يوم القيامة بحسنات كالجبال فرحاً مسروراً فإذا به قد ظلم هذا و أكل مال هذا و إغتاب هذا. فيؤخذ من حسناته لصالحهم. فإنَ لم تَفِ أُخذ من سيئاتهم فوُضعت عليه ثم كُبَّ في النار.
كم منا يصدق فيهم ذلك.؟.
يتعبون صلواتٍ و يُنفقون صدقاتٍ و يُردِفون حجّاتٍ و يُكوّمون حسناتٍ لتؤول يوم الحساب لغيرهم. و قد كانوا في غنى عن ذلك التعب بأن يَكُفوا ألسنتَهُم و أيديهم و تصرفاتهم عن ظلم الآخرين..ليَفوزوا حقاً و حقيقةً.
نعم، أخي المسلم، مِنْ أعظم الحسرات يوم القيامة ان ترى طاعاتك في ميزان خصومك.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *