ضجة العقول الفارغة
د/ تهاني سعيد الحضرمي
في كل يوم تعلمنا الحياة درساً جديدا ندرك من خلال تعاملنا مع تفاصيله بأن الأقوال التي تمر بنا ونقرأها على أنها خلاصة تجارب الأخرين !! ماهي إلا مفاتيح تفتح الأذهان نحو الحقيقة بل ومنبهات تجعلنا نستيقظ قبل أن تحين ساعة الصفر ، حيث العلاقات الإنسانية المعدومة والعبارات غير الأخلاقية المنقولة ومحاولات تشويه الصورة والهرطقات التي يدعي أصحابها بأنها حقائق مستورة !! بحجة كشف الأقنعة وتصحيح الأوضاع المغلوطة!! بل والحرص كل الحرص بأن يأخذ كل ذي حق حقه !!
هؤلاء الذين نصبو انفسهم مصلحون اجتماعيون باحثون عن الفضيلة منادون بحرية الرأي على حساب سمعة الأخرين والنيل من إنجازاتهم !! هم أنفسهم يبحثون عن التبجيل لذواتهم فلا جدوى من التطبيل أوالتشهير إلا التسلق على أكتاف الناجحين وملاحقة المبدعين للبحث أن أسهل طرق الوصول إلى القمة دون عناء فالمصالح الشخصية لا تكلفهم سوى بعض التلون والتشكيك في القدرات و الخوض في نشر الإشاعات !!
للأسف الشديد كثيرون هم الذين يتحدثون بالسوء في غيابنا وبعدها يجالسونا بكل مودة يتجاذبون أطراف الحديث ويبتسمون في وجوهنا وكأن شيئا لم يكن !! ربما هي الغيرة والكراهية والحقد والحسد !! وربما هي الضغينة في البحث عن الإساءة إلى الأخرين !!
هناك أقوال دائما نبحر في مضامينها فهي تبث في النفس اليقين على ضرورة التأني قبل الوقوع في مستنقع المهاترات مع هكذا فئات والترفع عن مجادلة الحمقى الذين ينفثون سمومهم في حدائقنا النقية!! من سبقونا بالتعرض لهذه الأوبئة أفادونا بأقوال وقائية فيقول أحدهم ( يتكلـم عنك الناس في ثلاث حالات : عـنـدمـا لايملكون ماتملـك ،وعندما يعجزون أن يكونوا مثلك ، وعـنـدمـا لايـسـتطيعـون الـوصـول إلـيـك) ويقول آخر ( إذا طُعنت من الخلف فأعلم أنك في المقدمة ) وآخر (الشجرة المثمرة هي التي تُرشق بالحجارة ) وختاما( الأواني الفارغة تُحدث ضجة أكثر من الأواني الممتلئة .. وكذلك البشر لا يُحدث ضجة إلا ذو العقول الفارغة فلا تضيع وقتك بالمجادلة معهم )..
فالحكمة نصفها الصمت أتعلمون لماذا ؟؟ لأن هناك أشخاص يملكون عقول فارغة وفي معظم الأحيان تكون إعاقتهم في طريقة التفكير وهذا يكفي بأن تشغلهم بخلق الله أكثر ما تشغلهم بأنفسهم !! وإن كانوا يمتلكون نفساً راضية بما قسمه الله لهم لرضي كلٌ منهم بالقليل لعاش في نعيم فالقناعة كنز لا يفنى !!
التصنيف: