(مياه جدة) من عبث الشوارع إلى إزهاق الأرواح

• صالح المعيض

صالح المعيض
في يوم الاحد 6 مارس 2016م كتبت هنا مقالا بعنوان ( جدة بين شقي رحى الامانة والمياه ) تناولت من خلاله جوانب مهمة حول أمانة جدة وشركة المياه بجدة ، حيث ذكرت إلى اننا نعيد التساؤل ومن يدري ؟ وهذه مهمة الكاتب لا تتوقف عند صمت هذه الجهة او تلك عن حق واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ، واشرت حينما يسعى الكاتب جادا لملامسة الكثير من هموم جدة ، يحاول جادا ان يكون ممن يسهمون ولو بكلمة تسهم في تلافي كثيرا من السلبيات التي تعج بها جدة بالأمس و اليوم وقد تطول إلى ما بعد الغد ، إذا لايكاد آهالي جدة يلمسون بوادر إيجابية تجعل الآهالي يتنفسون الصعداء ويستبشرون بمستقبل أكثر إشراقا ، حتى يجدوا ذلك مع مرور الأيام كان حلما ولا أكثر ، حيث صورت جدة وكأنها المدينة الوحيدة في العالم التي تقع على شاطيء البحر فتحرم من بنى تحتية كان يجب ان تكون قائمة منذ عقود ، وبما انها تقع على شاطئ البحر الأحمر فعلينا أن نصمت إذا رأيناها تطفع على بحر صنعناه بضعف إرادتنا ، ولا اريد اليوم هنا ان اعرج على تلك الجوانب التي احسبها ( إستراتيجية ) اشبعناها طرحا دون جدوى ، لأجدني اليوم وغيري من آهالي جدة بدلا من ان نطالب بالإنجازات المواكبة في احوج ما نكون للمطالبة بالمحافظة على الواقع وإن كان دون المأمول ، الآن معظم شوارع جدة أشبه بالحفر وإختفاء الارصفة والعبث الواضح، ومما لاشك فيه ان شركة المياة تشارك في هذه المأساة بحكم غياب آلية المتابعة الجادة من قبل الأمانة او شركة المياة ، والدفاع المدني فكثرت مكامن الموت ومخاطر العبث والإهمال ، والشواهد اكثر من ان تحصى ومرد ذلك إلى سؤ التنفيذ من جهة وتكرار الأسباب دون محاسبة من جهة ، وكأن هنالك من يعبث بشوارعنا او مشاريعها كي يستفيد آخرون.
هذا شيء مما تطرقت له في المقالة السابقة ، لكن بكل آسف قرأت هنا بتاريخ ـ 16 جمادى الثاني 1437 تعقيبا لشركة المياه على تلك المقالة جاء فيه (نود ان نوضح لسعادتكم وللسادة العملاء بان الشركة تعمل جاهدة على خدمة عملائها والاخذ بملاحظاتهم سعياً منها لتحسين ورفع مستوى الخدمة المقدمة ونفيدكم بان الشركة تحرص على تطبيق خططها الاستراتيجية لتطوير البنى التحتية ورفع الكفاءة التشغيلية للقطاعين المائي والبيئي وفق اعلى معايير الجودة والاداء. وقد قامت بتنفيذ العديد من المشاريع التي تخدم مدينة جدة في قطاعي المياه والخدمات البيئية (الصرف الصحي) مثل تنفيذ شبكات المياه والصرف الصحي والتوصيلات المنزلية بالاضافة الى انشاء محطات معالجة وخزانات استراتيجية للمياه. وشملت المشروعات تنفيذ أكثر من 2500 كيلو متر من الانفاق والشبكات الرئيسية والفرعية.. ويقوم جهاز الاشراف التابع للشركة ومكتب تنسيق المشاريع بامانة محافظة جدة بمتابعة جميع مشاريع شركة المياه الوطنية حيث لا يتم صرف المستخلص الختامي لمقاولي الشركة الا بعد الحصول على اخلاء طرف من الامانة عن الشوارع التي تم العمل بها. وفي حالة وجود اي هبوط يخص الشركة تقوم الامانة بالتوجيه باصلاح الهبوط في حينه. وفي الختام ترحب شركة المياه الوطنية بأي رأي واستفسار يخدم الوطن والمواطن ويحقق المصلحة العامة. مدير وحدة أعمال جدة بشركة المياه الوطنية ..
أنتهى تعقيب شركة المياة اوردته كاملا وقد جاء عاما لتأكيد ما سبق وأشرت هي (كليشة) سابقة التحرير و ثابتة لتعقيبات الشركة على جميع الأراء المطروحة ، وسبق لي شخصيا أن تلقيت هذه الصيغة ومن ذات الشركة على عهد رئيسها السابق أكثر من اربع مرات ولم يجد جديد ، وكنت اتمنى شخصيا من مدير وحدة اعمال جدة بشركة المياة ، أن يتجاوز تلك الكليشات ويعد تقاريرة وتعقيباته من الميدان وليس من داخل الغرف المكيفة ، سيما وأن هذا المقال العاشر الذي اكتبه عن شركة المياة بجدة خلال الخمس السنوات الأخير ولا جديد ، وما كنت أحسب أن مدير وحدة كان ينتظر حادث الشاب محمد الغامدي الذي ذهب ضحية لحفريات الشركة ، والذي كشف بالتالي صدق وجدية ما كنا نطرحه ، وأن التعقيبات الإنشائية مدعاة لمزيد من الكوارث لاسمح الله ، وحادث محمد الغامدي بمخطط الرحيلي صورة مصغرة لمكامن الخطر كشف سؤ الإدارة بل لا ابالغ أن قلت أن فسادا قد حدث ويحدث وهذه الحفرة ولا شك ليست الوحيدة كشفت غياب وحدة جدة عن متابعة مشاريعها وسكوتها عن المتعثرين بل ربما منحتهم مشاريع آخرى في احياء عدة ، كذلك أين كانت أمانة جدة والدفاع المدني والمجلس البلدي ولجنة الأمارة عن هذا المقاول وعن هذه الإدارة التي صمتت عن تعثره ؟؟!!
سؤال مهم نعيده ، هل المسئولين بالأمانة والدفاع المدني ولجان الأمارة وشركة المياه يرتادون نفس شوارعنا أم لهم شوارع خلفية تفصل بينهم وبين واقعنا المر الأليم وهل الدية كافية لردع مرتكبي الأخطاء الجسيمة بحق المجتمع ؟! ..هذا وبالله التوفيق.
جدة ص ب ـ 8894 تويتر : saleh1958

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *