الحقيقة الأبرز للثورات أنها طريقُ ضياع.
فعدمُ الإستقرار و تضاعفُ الطامعين للسلطات و فَلتانُ البلاد حيال دسائس الخارج و الداخل، كلُّها نتاجٌ طبيعيٌ للثورات.
على الشعوب التي تختار طريق الثورة أن تعي سلفاً أنها تضحي بإستقرارها للأبد، و تفتح باب كل طامع، و توصد أبواب دفاعاتها الداخلية ضد أعدائها.
السبب أن الكل يريد أن يكون له في طبخة الثورة مذاق، فإنْ لم يفلح (باع) صوته و تحركاته لمن (يدفع) من الداخل أو الخارج. فهو باحث عن (الإنتفاع) شخصياً أو حزبياً أو فِئوياً أو قبلياً.
الثمن الذي تقدمه شعوبُ الثورات باهظٌ جداً بأوهام التخلص من الإستبداد.
بل الأدهى أن ذاك الوهمَ أيضاً لا يتحقق، فتعود تضرب أخماساً بأسداس مرددةً “ياليت..و يا ليت”. فلا ينفعها عضُّ أصابع الندم.
و غالباً لا تعتبر الشعوبُ المستقرةُ بمَآلات شعوبِ الثورات. لأن شياطين الإنس يزيّنون لها التمرد. فتخال واقعها سيكون أحسن من الآخرين.
تماماً كالموت..يظنه المرء حالّاً بكل الناس قبله ثم سيأتيه آخرهم..و هو قاب قوسيْن أو أدنى منه.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *