سياحة الباحة تفتقد الخبرة

• صالح المعيض

قبل فترة ليست بالقصيرة كتبت هنا مقالا تحت عنوان (سياحة الباحة كمشاريعها آيلة للسقوط ) أشرت فيه إلى اننا نجيد سرعة التفاعل وكذلك نبدع في التوصيف بل احيانا نطيل التصفيق طويلا ، ونرسم الاحلام وكأنها واقع وحينما نلامس الواقع نجد انها كانت نزوة تفاعل تقلصت بحكم مرور الايام . لأن صانع القرار في هذه المناسبة او تلك او هذا المرفق او ذاك لم يوفق في اختيار الكوادر القادرة على ترجمة الاقوال الى افعال . فكان الإعلام يستسقي شلالاته من خلال ضخ المعلومات من قبل العلاقات العامة قي هذا المرفق او ذاك وحده من يتحدث ويتفاعل ويتحدث عن الاحلام وكأنها واقع معايش فتغنى بحالٍ لم يكن في الواقع منه إلا السراب ولم يكلف نفسه جولات ميدانية تنقل الواقع المرير. وسبق ان قلت وكررت أن المتابع للسياحة في الباحة لاشك يلاحظ تطورا ملموسا وإن كان لا يرقى إلى ما يتطلع اليه المهتمون بالسياحة في الباحة . ولا شك ان هنالك جهودا تذكر وتشكر وفي المقابل هنالك إخفاقات تتكرر عاما بعد عام . حتى غدا كل حراك في الباحة يلازمه إخفاق يكاد يهدم كل مايبنى ، وقديما قيل ( الف يبنون وواحد يمكنه هدم كل ما بنوه ) وهذا واقع يتجدد مع كل مناسبة ، والشواهد كثيرة ولكنني اليوم ساسترجع مقالة سابقة كمدخل وعلى عجل حيث سأتحدث عن قصاصة تذكرة دخول قرية عين في ذاك العام برقم 27009 حيث توجت التذكرة بتحذير يتنافى مع ابسط قواعد الدعاية ومع وسائل السلامة ومع شعور الزائر بالآمان ويسيء الى كل الجهود التي تبذل وكأن كل يريد أن يؤكد بأن بعض المشاريع مصدر خطر وكل يريد يخلي مسئوليته ونص التحذير يقول ( يتحمل الزائر كامل المسئولية اثناء الزيارة بالقرية لكون القرية آيلة للسقوط ) وذلك بالخط الأحمر العريض .
ولا أدري كيف مرر ذلك التحذير ، وإذا كان تحذيرا حقيقيا بهذه الشمولية والصراحة فكيف سمح الدفاع المدني وهيئة السياحة بفتح القرية ؟! وأخذ رسوم زيارة على الشخص (10) والزج بالزوار في مهاوي الخطر؟!
من البديهي إذا كان هنالك مباني اثرية آيلة للسقوط ترميمها ووضع سياج يحمي الزوار من المخاطر مع لوحات تحذيرية داخل الموقع بدلا من فجع الزائر قبل الدخول بأن كامل القرية آيل للسقوط وأنه قادم على انتحار جماعي لاسمح الله.
حقيقة أنه خطاء لايغتفر ومن المفروض المعالجة بصياغة أكثر انضباطية . أو قفل القرية نهائيا حتى لانجد في الآخير ان السياحة في الباحة وبشكل عام آيلة للسقوط .
تذكرت تلك المقالات وانا بالأمس وانا اطلع على قائمة اسماء العشرة اعضاء الذين تم اختيارهم من القطاع الخاص ضمن تشكيل “أعضاء مجلس التنمية السياحية بالباحة” مع جلّ التقدير والاحترام لهم جميعا لم يكن احد منهم ممن يقيم بمنطقة الباحة ، وهذه جزئية مهمة تجاهلها التشكيل ، ولاشك لها ابعادها على الخطط المستقبلية بعيدة المدى ، ولا ادري لماذا لم تتضمن القائمة رجال الاعمال المقيمين بالمنطقة ( فأهل مكة أدرى بشعابها ) ثم كيف غاب عن التشكيل رجل الاعمال الأب الروحي لسياحة الباحة والداعم الاكبر لها طيلة أكثر من عقدين من الزمن / الشيخ سعد بن زومه او شقيقه محفوظ أو ابنه سعد وهو شبه مقيم في الباحة إذ لايمر اسبوع دون ان يتواجد بها لمناشط إجتماعية وخيرية مشهود بها له ، ويمتلك من الخبرة والادارة والارادة ما يمكن من خلاله رسم الخطط ذات البعد المستقبلي الأكثر إيجابية ، وكم نتمنى أن تكون سياحة الباحة ممنهجة لا تخضع للجان راحلة وأخرى قادمة مما يزيد من تذبذبها.
هذا الموضوع الذي سبق كما اشرت ان تحدثت عنه من قبل تسوقنا فيه عبارة (آيل للسقوط) إلى مجالات أخرى إلى عدة مشاريع جديدة في الباحة اصبحت فعلا آيلة للسقوط اثناء تسليمها البدائي . ووزارة النقل والصحة وجامعة الباحة وتعليم الباحة وبلدياتها والاوقاف تعج بالعشرات من تلك المشاريع التي اعجز عن حصرها ونقل الإعلام لنا كثيرا منها ، وكأن جملة ( سددوا وقاربوا ) لاتصلح إلا في المشاريع الحكومية وكشاهد فقط اتذكر مع القراء طريق الطائف أبها كيف أن الاجزاء الخاصة بإدارة طرق الباحة تحولت إلى وصلات ترميم حتى بعد تسليمه البدائي وطريق الباحة الدائري ذي المليارين والذي حذرت مع بداية فكرته من تعجل خطير وهدر للأموال وجسر تقاطع مستشفى الملك فهد ورأينا مباني جامعة الباحة بالعقيق وقد تحولت إلى برك مستنقعات وكذلك مستشفى بلجرشي الجديد كيف اصبحت الطوارئ فيه عبارة عن دورة مياه وبرج مستشفى الملك فهد وكذلك بعض المشاريع البلدية التي نفذ يعضها على الورق كما نشر من قبل والأوقاف، وهذا للأسف ما يسمى بالمشاريع المنجزة بعد موعدها بسنوات ، فكيف حال المتعثرة منها؟؟!! والحديث في هذا الجانب يطول لكن المهم والأهم هل هذا الحال سيطول لنجد لاسمح الله أن كل شيء آيل للسقوط واننا فعلا نجيد سرعة التفاعل وكذلك نبدع في التوصيف بل احيانا نطيل التصفيق طويلا ، ونرسم الاحلام وكأنها واقع وحينما نلامس الواقع نجد انها كانت نزوة تفاعل تقلصت بحكم مرور الايام او نجدنا امام كل مشروع نعيد تحذير هيئة السياحة (يتحمل الجميع كامل المسئولية اثناء العمل أوالزيارة بالمشروع لكون المشاريع آيلة للسقوط ) .. هذا وبالله التوفيق
جدة ص ب 8894 تويتر saleh1958

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *