كيف ننمي الإحساس بالوطن في مدارسنا؟

• أ. د.بكر محمد العمري

سؤال مهم جداً طرحته عنوانا لمقالي هذا الاسبوع.. لماذا؟ فبمناسبة حلول العام الدراسي الجديد أجد انه يتناول موضوعاً مهماً عن حب الوطن كمنهج دراسي. فكل الأمم تغرس حب الوطن في طلابها، أقول كل الأمم قياساً على ما يحدث في ديارنا من ضرورة غرس الانتماء فالانتماء للوطن أمر مقدس وعزيز ويحمل معنى واحدا ، هو الانتماء للارض التي نبت فيها الانسان السعودي وترعرع بين احضانها وقد ينجرف البعض وينكر فضلها ، لكن الغالبية العظمى من شبابنا يقدسونها ويقبلون ترابها والامثلة كثيرة شاهدناها في الايام الاخيرة.
لست في حاجة الى كتابة مقدمات طويلة او قصيرة عن اهمية تنمية الاحساس بالوطن عند تلاميذ المدارس والجامعات ولست في حاجة الى ذكر ظواهر متعددة ومتفرقة تدلنا على أن هذا الحساس يكاد يكون مرتفعاً او منخفضاً في نفوس خريجي التعليم العام والجامعي على السواء.لذلك ان موضوع حب الوطن يجب ان يكون منهجاً دراسياً لانه سوف يغرس بذرة الانتماء او الوطنية لذلك نرى موضوع الانتماء او الوطنية في اية دولة يطرح ذاته في حالة الازمة او في حالة مواجهة تحد معين ليقدم رداً او بحث عن استجابة معينة لمثل هذا التحدي.
ولاشك ان التحديات التي نواجهها في دمانا بالغة الاثر ومن هنا يثور التساؤل السابق ويدور النقاش حول طبيعة الهوية الوطنية وكيف ننمي ذلك في مدارسنا؟ وللاجابة عن هذا التساؤل نحاول ان نلقي الضوء على الحلول التي تساهم في تحقيق حب الوطن التي نريد غرسها في قلوب واسماع طلابنا.فمن ناحية الجغرافيا يمكن القول بلغة المعلومات فيما يتعلق بجغرافية الوطن من المرحلة الاعدادية والثانوية حتى يستطيع التمييز بينها فيصبح معرفة ترتيب المناطق والمحافظات لا من حيث المساحة ولا من حيث السكان بل يجب ان يعرف – ايضا – عن خصائصها الجغرافية وعن مواردها الاقتصادية وعن محاصيلها وزراعاتها.كل ما سبق تدلنا على الاهمية القصوى لتوطيد الانتماء وضرورة تدريس مقرر جغرافي يتعلق بالجغرافيا الادارية والاقتصادية للمملكة واعتقد ان هذا المقرر ينبغي ان يدرس في مرحلة مبكرة لا تتأخر عن الشهادة المتوسطة (الاعدادية).
فاذا انتقلنا الى التاريخ نجد ان تاريخنا يجب ان يكون واضحاً وراسخاً في مناهج التاريخ في مدارسنا وجامعاتنا . بمعنى ان هذا التاريخ الذي يُدرس لطلابنا في مراحلهم الدراسية عاكساً لخصوصيتنا والمقصود هنا ان نعطي منهج التاريخ القدر الكافي من الزمن والوقت المقرر الدراسي لتتم دراسة تاريخنا على نحو واف. ولهذا فاني اطلب ان تعطى جرعات هامة في التاريخ عن تطورنا الموحد منذ تأسيسه على يد الملك عبدالعزيز يرحمه الله – إن شاء الله – وحتى تاريخه بطعم وطني – تاريخي تحميهم من الانسياق وراء دعاوي التطرف والارهاب.
واعتقد اننا اذا أردنا خيراً بأنفسنا في مرحلة تنمية الذات في طلابنا والتأكيد على ايجابياتها فلابد ان ننبه الى اهمية كل جزئية في تاريخنا ولابد لنا ان ندرسها ونقدمها للطلاب بروح ما يسمى “التربية الوطنية” تدخلها وتعمقها في تاريخنا من وجهة النظر الحضارية التي ارسيت قواعدها منذ توحيد المملكة.
واعتقد ان الاسلوب الامثل هي اشاعة روح التربية الوطنية في مناهج التاريخ في مدارسنا اننا في حاجة الى تطوير اسلوب تدريسنا للتاريخ الوطني في شكل تربية وطنية بان يحتفل بالاعتزاز بالانجازات التي اطلقها الملك عبدالعزيز في شبه الجزيرة العربية والتي انعكست في مراحل تطورها الثلاث: بناء الامة ، بناء الدولة ، انشاء النظام السياسي.ولا اعتقد ان تدريس التاريخ بمعزل عن الجغرافيا لان ذلك سيكون له الاثر المطلوب في تكوين الاحساس بالوطن ولهذا فاني اعتقد في ضرورة اقتراح تدريس التاريخ بالجغرافيا وان يتم هذا تحت مسمى : “التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية كمادة واحدة مكونة من معطوفين انها مادة ستؤثر في طلاب المدارس وفي الوطن كله وفي مكاتبه في العالم كله فتلك هي طبيعة الحفنة الحالية من تاريخنا.
لذلك يجب على المدرسين في مدارسنا ان يستفيدوا من المناخ الملائم في مدارسهم لاستثمار تنمية حب الوطن في شبابنا او الانتماء له وهو امر تحتاج اليه أي امة من الامم على هذه البسيطة حيث توجد كل ضمانات الامان التي يحتاج اليها الانسان.خلاصة القول انه مع بداية العام الدراسي الجديد ستكون سنة جديدة على تنمية حب الوطن وعلى المدرسة فتح الابواب والنوافد دون ابطاء لكي يشم طلابهم عبق الوطن مرددين قول الشاعر:
وطني لو انشغلت بالخلد عنه
نازعتني اليه في الخلد نفسي

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *