أكد الملك سلمان في رسالته التي وجهها الى مصر وقوف الملك في مقدمة الجمهور لمكافحة الارهاب في مصر، وذلك بعد ان وصلت العمليات الارهابية في سيناء الى مستوى بالغ الخطورة عقب التفجيرات الارهابية على الجيش المصري.
وقد اثبتت هذه الاحداث صحة وسلامة وجهة نظر الملك سلمان بشأن الارهاب، والتي عبر عنها الملك سلمان في اتصاله بالقيادة المصرية، وقد صاغ الملك سلمان بكلماته المثيرة للمشاعر الوطنية ان يهب جميع العرب بكل فئاتهم في وجه الارهابيين لاننا ننتمي الى البلاد العربية التي تربطها مشاعر نبيلة تؤكد تراحمها وتضامنها على طريق واحد.. وهو طريق التضامن العربي.
نعم.. طريقنا واحد لمتابعة المحاولات الارهابية لاثارة الفتن والقلاقل وزعزعة الارض العربية التي نقف عليها جميعا سوراً حصينا لحماية الوحدة العربية من الارهاب الذي اصبح تحدياً عالمياً مرعباً يحتاج الى تضافر جميع الجهود العربية من اجل محاربته واقتلاع جذوره، مع ضرورة ادراك جميع الاطراف الدولية ان من الخطأ محاولة توظيف الارهاب او الاستفادة منه لتحقيق اهداف معينة لان ذلك يعتبر لعباً بالنار، وغالباً ما تؤدي مثل هذه المحاولات الى عكس المقصود منه وينقلب السحر على الساحر.
الشاهد على وحدتنا العربية هنا هو وقفتنا جميعاً في اطار الجامعة العربية وتلك المشاعر التي ابداها مندوبو الدول العربية في الجلسة الاستثنائية التي سجلت شهادة قلب الامة العربية النابض بالحلم العربي بالتجسيد الحي لكل فرد عربي في نظرته للامن العربي في فرحه.. في كبوته.. في سكونه.. في غضبه.. في انتصاره.
نعم.. وكما قال الملك سلمان.. طريقنا واحد نرفع شعاره ونحن نسير فيه في المحل الاول وهي فكرة عظيمة تنبع من مصادر شتى وبفعل عوامل متعددة وهي تهدي الوعي العربي وتوجهه.
إن دعوة الملك سلمان ان طريقنا واحد يرى ان الملائم تركيز الجهود العربية اولا ثم الدولية ثانيا على ان الارهاب ظاهرة بلا هوية، والدعوة الى محاربتها بهذا يتلاءم مع فكر مستنير للقادة العرب مؤكدا ان القضية تنذر باخطار رهيبة، وان المعركة معها تمثل حرباً عالمية ثالثة. فاذا كان العالم شهد حربين عالميتين جرتا الخراب والدمار على اركانه، فإنه يتبقى ان نكون الحرب العالمية الثالثة والاخيرة الآن مع الارهاب في كل مكان.
لذلك يأتي حادث الاعتداء الغاشم والوحشي على الجيش المصري في سيناء ضمن سلسلة من المحاولات الاجرامية لارتكاب جرائم في حق ابرياء سعياً الى تحقيق اهداف سياسية من قبل اشخاص ليست لديهم الشجاعة لمواجهة القانون وليست لديهم القدرة على التزام المناهج المتفق عليها والتي تستخدم في كل الخلافات السياسية عن طريق الحوار مع القوى السياسية الاخرى اذا كان هدفهم سياسياً ومشروعاً.
ولعل قوى الاجرام – ولا نقول الارهاب – وقد شعرت بتوافر امكانيات كبيرة من نشاطها العدواني هادفة الى التأثير على مسار العمل السياسي الداخلي للدول العربية ومعتقدة انها ستحقق اهدافها بهذه الوسائل الاجرامية ولكن دراسة انعكاسات عملية سيناء الاخيرة الاجرامية على الطبيعة توضح انها تؤدي عكس المقصود منها تماماً.
لكل من شاهد ردود الفعل السلبية الفورية في البلاد العربية والقوية ازاء العمل الاجرامي ضد الابرياء يدرك بما لا يدع مجالا للشك ان أولئك الذين قاموا بالعمليات الاجرامية يخسرون كثيراً ولا يكسبون منها شيئاً.
لذلك نقول لمن قاموا بهذه العملية الاجرامية في سيناء ان يراجعوا تاريخ الارهاب في جميع انحاء العالم لكي يتأكدوا ان مثل هذه العمليات الاجرامية اللاانسانية التي ازهقت ارواحا بريئة لم تنجح في اي وقت من الاوقات في خدمة الاهداف السياسية للارهاب بل انها تظهر الارهاب للامة العربية في صورته الاجرامية البشعة.
خلاصة القول باننا جميعا – كعرب – لسنا غافلين عن ما يديره الارهابيون حيث يحرص كل فرد عربي في الوطن العربي – كما قال الملك سلمان – ونحن سائرون على طريق واحد على مقاومة من يحاول زعزعة الاستقرار في الوطن العربي الذي هو طريقنا الى الانجاز والتقدم. لذلك وكما ورد في السياق الاستثنائي للجامعة العربية عن مصر بأن اهم ما هو مطلوب ان تكون المسؤولية التضامنية هي العمود الفقري من اجل ضمان من السرعة والفاعلية في مواجهة عناصر الارهاب التي تهدف تهديد امن واستقرار الامة العربية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *