الإعلام بين الحاضر والمستقبل

• د.سعيد بن علي الفقيه

لاشك أن أخطر سلاح على وجه الأرض اليوم، بل المدمّر والفتّاك، هو الإعلام !!
الإعلام بوسائله المختلفه، وبصوره المتنوعة، وبأقسامه المتعددة، هو القوة التي لا تُصد، والسلاح الذي لا يُرد، عندما يوجه فوهته تجاه أية قضية مستهدفة، سواءً كانت تلك القضية فردية، أو جماعية، أو مجتمعية، أو دولية!!
فكم من شخصية عادية، رفعها الإعلام عالياً، فأصبحت تجسّد البطولة القومية، وكم من شخصية تحمل كاريزما البطولة والشجاعة ولإنجاز جعلتها وسائل الإعلام، شخصية غادرة، وصولية،انتهازية!! وكم من بلد قوي، أضعفته، وحطمته، بل شتته ومزقته!! والعكس صحيح !!
وبالنظر لواقع إعلامنا وحقيقته، نجد هناك فجوة ليست باليسيرة، وهوة ليست بالقريبة!!
هناك اختلاف، وتباين بين الجانب النظري، ومايدرّس بكليات الإعلام، وبين الواقع، أو الجانب العملي، على أرض الواقع، وفي معترك الأحداث، ووسط الميدان!
تباين واختلاف، بين مايُعطى داخل الجدران، وبين مايُمارس على أرض الميدان!!
فيا ترى هل السبب هو عدم استقطاب أساتذة الإعلام الحقيقي التطبيقي، العملي والواقعي، كخبرات يُستفاد منها في قاعات الكليات والجامعات وليس فقط، أساتذة الكتاب والسبورة؟!! أم أن السبب في بعد واختلاف وتباين ما يحفّظ، ويلقّن نظرياً، وبين ما يُمارس عملياً ؟!!
والشاهد على ذلك، بروز عدد كبير من الإعلاميين المشهورين، والذين لم ينالوا شهادات أو مؤهلات، من إحدى كليات الإعلام سواءً الداخلية منها، أو الخارجية، ورغم ذلك فهم أساتذة كبار في مختلف وسائل الإعلام!!
وهناك من نال أعلى الشهادات، والمؤهلات العلمية، في مجال الإعلام بتخصصاته المتنوعة، ولكنه لم ينجح تطبيقياً، ولم يبرز عملياً، بل فشل ذلك المؤهل في الميدان !!
إذاً يجب أن نعرف، ونعترف أن هناك فجوة حقيقية، واختلافا، واضحا، بل واقع مُشاهد ومعايش، بين الجانب النظري والعملي، أي بين المؤهل والتخصص، من جانب، وبين الميول، والدافع، والرغبة، ومن ثم الخبرة، من جانب آخر !!
هذا هو الحاضر والواقع، وذلك هو المستقبل والمأمول !! فهل نضع اليد على الجرح، لنغيّر الواقع، فيرتفع البناء ويعلو الصرح ؟!!
آمل ذلك ..

الرياض
[email protected]
Twitter:@drsaeed1000

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *