وزراء العولمة يتعاونون
في مقال سابق لي نشر في نفس المكان بتاريخ (20 / 4 / 36) أشرت الى أن الوزير الناجح مطلب تنموي .. وجاء الرد سريعاً بتعاون وزيري العمل والتجارة والتنسيق فيما بين وزراتيهما من اجل تحقيق اهداف التنمية الشاملة التي ترمي الى خدمة المواطن.
لاشك اننا نعيش في زمن العولمة ، وان كلمة العولمة أصبحت على كل لسان حتى انها اصبحت هدفاً لكل مواطن ، يتطلع اليها الكثيرون ولاشك ان لغة العصر هي لغة التحدث والتغيير، وان كلمة عولمة الوزير تكون دائما مقرونة بمحاولة لفهم العولمة ومتطلباتها وأثرها على المجتمع أولا والانسان ثانياً.
إذن من هو وزير العولمة؟ .. وما هي صفاته وسماته؟ سؤال مهم جداً ، فالعولمة هي صورة معبرة صادقة متناهية الرقة لمعنى الابداع في الاداء الاداري وتطويره.. والتطوير هو التغيير الايجابي المستمر ، والتغيير الايجابي هو الانتقال من حال الى حال افضل وعملية تعديل الاوضاع لا تتم الا بمجموعة قرارات متتابعة رشيدة ضمن خطط متكاملة بين وزيري العمل والتجارة لها اهداف واضحة .. تلك الخطط وبالتالي القرارات ترى المستقبل وبقدر ما كان المستقبل مرئياً وواضح الرؤية والوضوح التي اشار اليها وزيرا العمل والتجارة هما تعبير مرادف لتوافر البيانات والمعلومات وبالتالي المعرفة في شخص وزيري العمل والتجارة.
اذن فان وزير العولمة لا يهم كثيراً ان يكون متخصصاً في طبيعة عمل وزارته بدرجة عالية ممتازة، ولكن المهم ان يكون لديه رؤية تشمل كل المجالات ذات العلاقة باداء عمله – كما اوضحه كل من وزيري العمل والتجارة في حديثهما الذي بثته قناة العربية حيث اوضح كل منهما ان لديه القدرة على الخروج من مجال تخصصه الى المجتمع بكل رحابه، وان تكون له القدرة على مخاطبة المصالح المتعارضة والتوفيق بينها ، وان تكون لافكاره وسياساته الادارية وقراراته التنفيذية قاعدة تأييد قوية بين النخب والجمهور الاوسع نطاقاً، حتى لا يقع الوزيران اسيرين لادوات البيروقراطية المتشددة ذات السلطة الهرمية من القمة الى القاعدة، وبما لا يحقق بالضرورة المصلحة العامة بمعناها الواسع والحقيقي.. وهذا هو الفارق الذي اوضحه الوزيران (العمل والتجارة في لقائهما) الفارق بين الاداء البيروقراطي والادارة بالاهداف.
لذلك لمست ان وزيري العمل والتجارة اختلفا بأسلوبهما الجديد في الاداء والتفكير والحركة والحوار والمسؤولية وانهما لم يصبحا الوزير الذي هو على قمة السلطة الهرمية للوزارة والذي يبارك المشروعات من بُعد بل اصبح همهما ارضاء شرائح ضخمة من المواطنين لانهما ادركا تماماً ان نجاح وزارتيهما في مسؤولياتها مرهون بادائهما الشخصي والمباشر لان مهمتهما ارضاء ورفع المتاعب عن كاهل المواطن ومدركا ان عيون العولمة بكل تقدمها المعلوماتي اولاها الاعلام بانواعه.
ومن يتابع حركة وزراء العولمة في دول العالم المختلفة يجدهم لا يتمتعون بمكانتهم ولا بمكيفاتهم ، انهم في مواقع العمل يتابعون بأنفسهم غير تقليديين في حوارهم، يستثمرون اهمية الاعلام لتسليط الضوء على الافكار وتسليط الضوء على الخدمات التي ترضي المواطن وتقدمها الوزراة، بل ان مكاتب وزراء العولمة لا تهدأ اضواؤها سوى قبل منتصف الليل وان الجمهور ووسائل الاعلام معه لا تحاسب وكيل الوزارة بقدر ما تحاسب الوزير.
ان تعاون وزير (العمل والتجارة) يؤكد لنا انه قد حان الوقت وليس غداً، لكي يكون كل وزير واعيا ناضجا قادرا على تحمل المسؤولية ومواجهة تحديات العصر ويُدرك ان كل العيون تراقبه بعد الله سبحانه وتعالى.
ان تعاون وزيري (العمل التجارة) سيختبر منظماتنا الادارية وكل مسؤول في الدولة وعلى رأسهم الوزير . وبمعنى آخر ان هذا الاسلوب المتميز لوزيري (العمل والتجارة) هدفه الاساسي استئصال جذور المركزية التقليدية الثقيلة .. ان جوهر التعاون هو اعادة تغيير اداء الوزير التقليدي لصالح الجماهير.
وأحسب ان ما قدمه وزيرا (العمل والتجارة) من اسلوب التعاون بين وزارتيهما بدأت تتشكل معالم وقواعد اللعب في اداء الجهاز الحكومي. لذلك فان اسلوب التعاون بين (العمل والتجارة) سيمهد للاداء الحكومي الطريق لان يمضي اشواطاً أبعد عما هو عليه الآن في تسهيل الحياة في المجتمع.
ولعل هذا هو دافعي الى القول بعد مشاهدتي لما بدأه وزيرا (العمل والتجارة) من التعاون بين وزارتيهما بأن ما يحتاجه الوزير للتسلح به في قرن العولمة هو اداء متحرر من المركزية البيروقراطية الثقيلة، يعزّز لا مركزية مستنيرة وفكراً متطوراً. أما كيف يتحقق ذلك على ارض الواقع.. فتلك أولاً وأخيراً نجاح الوزيرين في اسلوب تعاونهما لتكون نموذجاً لبقية الوزراء.
التصنيف: