استخدام حق الفيتو ( النظام لا يسمح)!!

• د.سعيد بن علي الفقيه

حق الفيتو أو حق النقض هو حق الاعتراض على أي قرار يقدم لمجلس الأمن دون إبداء أسباب، ويمنح للأعضاء الخمس الدائمو العضوية في مجلس الأمن!! هذا هو الأساس وهذا هو الأصل !! لكن هذا المفهوم تجاوز التعريف السابق، بل تجاوز المجالين الزماني والمكاني!! فأصبح يُستخدم في المجال الوظيفي بمصطلح آخر مرادف وهو ( النظام لا يسمح) !!
فبداية ماذا يُقصد بالتعسف والإجحاف الوظيفي؟!! وهل يُمارس فعلا، أم أن ذلك مجرد إشاعات؟! وكيف يقوم النظام باستخدام حق الفيتو في وجه الموظف؟!!
فالتعسف ؛ يُقصد به هنا، استخدام السلطة والهيمنة على الموظف بقوة النظام !! أي الديكتاتورية، بتطبيق جميع البنود واللوائح والأنظمة الخاصة بالوظيفة تجاه الموظف، في حين وجود نوع من التساهل، في تطبيق جميع البنود واللوائح والمميزات الوظيفة لصالح الموظف!! من بدلات، وانتدابات، وترقيات، ودورات، وابتعاث وتدريب، إنه التجاوز، في الأخذ والإجحاف في العطاء !! وهو عكس الأمان والاستقرار الوظيفي، والذي يتبعه العمل والإنتاج، ومن ثم التطوير والتطور، في مجال العمل بصفة خاصة، وإنعكاسات ذلك على المجتمع بصفة عامة!!
فوطننا الحبيب، ينتظر رد الجميل من كل فرد من أفراده في البناء، والنماء، من خلال المجهود، والعطاء، ولكن !!
هناك عقبات، وصعوبات، تقف عائقا أمام جهود الموظف، وتطلعاته المستقبلية !! بسبب إنخفاض معدل العدل الوظيفي، نتيجة عدم تكافؤ كفتي الميزان الوظيفي!! من خلال التطبيق الواضح في واجبات الوظيفة، والإخلال الفاضح في حقوق الموظف!! فالبرغم من ضرورة وجود الأرضية الصلبة، التي يقف عليها المسؤول والموظف على حد سواء !! وبالرغم من الشعارات البراقة التي تُرفع دائماً، بأن الجميع يحصلون على كامل حقوقهم الوظيفية، التي ضمنها لهم النظام، دون أن توضع في طريقهم العراقيل!! فلا حواجز تصدهم، ولا سدود تردهم، بل ليس هناك قيود تحدهم، ولا شروط تهدهم، في سبيل، تحقيق طموحهم، بحصولهم على الوظيفة، والتمتع بحقوقهم الوظيفية!! ولكن الحقيقة تقول، والواقع يؤكد، خلاف ذلك!! بل عكس ما نادت به الشعارات، وما رسمته لنا الدعايات!! فالموظف يُطالب بتأدية كامل الواجبات الوظيفية، التي سنّها وأقرّها النظام، ومن ثم تطبيق أقصى درجات العقوبة التأديبية والردعية، للمتقاعس، عن أداء مهامه الوظيفية كاملة دون تأخير، أو تقصير !! وهذا بلا شك أمر جيد، ولكن أن يقابل ذلك عدم إعطاءه كامل حقوقه الوظيفية التي كفلها له النظام، فهذا أمر سييء!! اليس هذا بإجحاف وظيفي، وتجاوز إنساني ؟!!
ثم أما بعد؛
فهناك عسف وتعسف!! عسف للأنظمة وتعسف ضد الموظف !! وبعبارة أخرى أكثر صراحة وأعظم شفافية !! لماذا لا يحصل على حقوقه الوظيفية، إلا من يتمتع بعلاقات واسعة، وله أصدقاء وزملاء، ومعارف؟!! بل في الحقيقة هم واسطات !! أما الموظف المسكين الذي لا يعرف أحدا، فلا يحصل إلا على أقل الحقوق !! اليس هذا إجحافا وظيفيا؟!!
نأمل أن تكون هذه النقاط بداية للتصحيح لمن بيدهم القرار، رغم أنني أجزم بأن هناك ثلة ستقف ضد ماجاء في هذا المقال !! وهم الذين يملكون حق الفيتو في إقصاء الآخرين ممن لا يعرفونهم ولا ينفعونهم ولا يخدمونهم !!
فالنظام باختصار لا يسمح!!
الرياض
[email protected]
Twitter:@drsaeed1000

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *