يتصاعد الاهتمام في الوقت الحاضر بفكر العولمة وما قد يترتب عليها من تداعيات أو نتائج يمكن أن تؤثر على حياة الناس لذلك حاول العديدون على اختلاف هوياتهم الاقتراب من الفكرة سواء بالتعريف أو بالتوضيح.
والعولمة هي حقبة إزالة الحواجز الرقابية والكامنة، فأصبح هناك عولمة التجارة، عولمة الاقتصاد، عولمة الإعلام، عولمة كرة القدم، عولمة تمتد إلى كل نشاط للتبادل الإنساني.
وفي هذا الإطار لمفهوم العولمة تحتل قضية التطوير المستمر للتعليم الجامعي مساحة واسعة من اهتمام جميع الهيئات والمؤسسات المعنية بالتعليم الجامعي حول العالم، وتعتبر المعايير المنظمة للعملية وطرق التطوير فيها من الجوانب المهمة في هذا الصدد، وتحتاج إلى مشاركة في المعلومات والخبرات بين المتخصصين والمسؤولين عنها سواء على المستويات المحلية أو الدولية.
وقد قدمت العولمة خدمة متميزة لتطوير الجامعات من جانب، وتخفيض تكاليفها الخاصة بالزيارات والرحلات بين الجامعات من جانب آخر، كما أن الإنترنت يُقدم فرصة واسعة أمام الجامعات لتطوير نظمها التعليمية ووضع المعايير الخاصة بهذه العملية، كي تحصل على معلومات واسعة، لا تحصل عليها بأسلوب الزيارات التبادلية والنفقات الباهظة لها، حول خبرات الآخرين حول العالم والتجارب أو الجهود التي يقومون بها.
وانطلاقاً مما سبق نقول وداعاً للرحلات والزيارات المكلفة التي تقوم بها الحكومات وأهلاً بالاتصال عن بُعد.. وهو إحدى الوسائل المهمة للعولمة ممثلة لثورة الاتصالات والتكنولوجيا في نقل المعلومات وتبادلها لتطوير التعليم الجامعي بهدف الارتقاء به ومواكبة أحدث أساليب التقدم العلمي والتكنولوجي في ألفية القرن (21)، خاصة في ظل ما يعانيه التعليم الجامعي حالياً من سلبيات عديدة تتعلق بالأعداد المتضخمة، ونقص الإمكانات المادية، وبروز ظاهرة التدريس النظري في الكليات العملية لعدم كفاءة المعامل أو فقرها الشديد من حيث الأجهزة والمعدات الموجودة بها. لقد تحولت الكليات في معظمها إلى مجرد شهادة “بكالوريوس” و”ليسانس” أما خريجوها فهم يبعدون تماماً عن تخصصاتهم يبحثون عن فرصة عمل حتى ولو كانت مغايرة لما درسوه.
لكل هذا قامت الجامعات السعودية في إطار المنافسة العالمية للجامعات لاحتلال مراتب عالية في التقييم الجامعي كما لمسناه من احتلال (9) جامعات سعودية ضمن أفضل (700) جامعة عالمية اجرته مؤسسة (كواكوريلي سانوندز Qs) البريطانية، لانها استطاعت وضع قاعدة علمية قادرة على مواجهة التحديات المعاصرة في مختلف المجالات والتقارب مع الجامعات المتقدمة.
وقد جاء هذا الاعتراف العالمي والدخول إلى نادي العولمة الجامعية هي نتيجة توظيفها العولمة في طريقة أسلوب تعلمها في نقل المعرفة واستخداماتها لتطويعها وتوظيفها في اسلوب التدريس، واتاحة بيئة جديدة للانتقال لعالم التكنولوجيا والمعلومات بين طلابها واساتذتها وبين جميع مصادر المعرفة في كل جامعة سعودية.
وقد اكد تقرير مؤسسة (Qs) البريطانية ان النظام التعليمي الجامعي السعودي قد تجاوب جملة وتفصيلاً مع آثار العولمة في تطوير ادائها لمواجهة تحديات القرن (21)، وهي قضية – في نظرها – من أهم القضايا التي يجب أن توليها الجامعات السعودية اهتماماً غير محدود، لما لها من آثار بعيدة المدى في مستقبل التعليم الجامعي السعودي من خلال تطبيق معايير الجودة الشاملة التي تبثها الشبكة الدولية للتعليم عن بعد التي يتولاها البنك الدولي للإنشاء والتعمير.
خلاصة القول فإن فوز الجامعات السعودية (9) ضمن أفضل (700) يتطلب منها الاستمرار ومعها بقية الجامعات السعودية الأخرى بالاتصال والتسوق العالمي كضرورة مهمة للارتقاء المستمر والفوز بمراتب أعلى بين الجامعات والاستفادة المستمرة مع ما تقدمه العولمة من خدمات وتفتح أمامها نافذتها للحصول على خلاصة ما يجري في جامعات العالم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *