إيبولا الوطن وكورونا المجتمع !!

• د.سعيد بن علي الفقيه

هناك نزفٌ إيبولي أصُيب به الوطن منذ زمن بعيد، وهنا كورونا المجتمع، تفتك بأبنائه المميزين!!
لكن في البداية دعونا نتطرق لمصطلحين مختلفين تماماً، رغم الخلط بين هذين المفهومين، عند الكثير!! وهما؛ مفهوم الواسطة ومفهوم الشفاعة!! رغم أن هذا يقع في أقصى اليمين، وذاك يقع في أقصى الشمال !! فالواسطة أصبحت سرطانا استشرى في جسد الأمة بشكل عام وفي جسد المجتمع السعودي بشكل خاص، بل هو إيبولا الوطن !! فأصبح من الصعب التخلص منه بسبب الثقافة المجتمعية القائمة على ايدلوجية العادات والتقاليد، والموروثات السلبية، التي تقوم عليها بعض العصبية القبلية، ومنها أن من لا يخدم جماعته وأقاربه ومعارفه في الجهاز الذي يعمل فيه، رُمي بالعقوق لقبيلته وجماعته ووصف بسواد الوجه حتى لو كان وجهه منيرا كالقمر ليلة البدر !!
بغض النظر عن نظامية ذلك الفعل من عدمه،فهذا ليس بالمهم، الأهم الخدمة المقدمة لطالبها!!
ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يُنعت بالمتكبر والمتغطرس!! بل يتجاوز الأمر إلي أبعد من ذلك بأن يوصم بوصمة العار!! تلك الوصمة الاجتماعية القاسية ! بل الوسم الدائم الذي لن يزول منه أبدا مادام حيا يرزق !! هذه حقيقة الواسطة وهذه مسبباتها وتلك دوافعها !!
ولذلك استشرت في المجتمع وانتشرت، فمن نتائجها المنطقية، وضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب !! وحرم الرجل الكفؤ المبدع المتميز صاحب العطاء، والذكاء، والقدرة، والموهبة، في المكان غير المناسب !! ولذلك اختلت الموازين، وفُقد الاتزان، وخرجت قرارات وإجراءات خاطئة، بل مشلولة ومعتوهة، تخبطات في القرارات، وبطء في الإجراءات، ونقص في المشروعات، وضعف في المخرجات، وأخطاء في الدراسات، وسوء في التنفيذات !! كل ذلك يقع تحت مسمى إيبولا الواسطات!! نعم إيبولا فهي نزيف دائم حتى الموت لمقدرات الوطن وإهدار لثرواته البشرية والمادية!!. دول لا تمتلك ربع مانمتلكه من الاماكانات والقدرات البشرية والمادية، ورغم ذلك تجاوزونا بمراحل في التنمية، والتطور، بل والتقدم، في شتى المجالات !! لأنهم استطاعوا أن يقضوا على إيبولا الواسطة ويوقفوا النزيف والعدوى !! فوضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب !! فارتفعوا وارتقوا ونمو وتقدموا!!
أما الشفاعة فهي أمر كله خير، فأنت تساعد الغير بما تستطيع وحسب النظام وبكل أمانة، بحيث لا تأخذ حق أحد ولا تقدم أحداً على أحد ولو كان قريبك !! بل أنت تساعد الأشخاص في الحصول على حقوقهم، وتحقيق طلباتهم، اختصار للوقت وسعيا في الخير ووضع كل مناسب في مكانه المناسب !!
فمرحبا بالشفاعة ، وسحقا للواسطة !!
وإذا بحثنا عن حلول لهذا الداء فأولاً يجب أن نعرف ونعترف أن ما وقع في الماضي وقع !! ولم يعد لنا حيلة في تغييره ولا قدرة !! ولكن لنلتفت لما هو آت ..
يجب أن تكون هناك مكاتب استشارية للتوظيف على أعلى المستويات تتولاها وتشرف عليها هيئة عليا متصلة بالمقام السامي .. بحيث تتولى المكاتب الإشرافية، التوظيف لجميع مؤسسات الدولة الحكومية على أقل تقدير، ومن الألف إلى الياء، إعلانا، واستقبالا، وفرزاً، ومفاضلةً، واختياراً، واختباراً، بشقيه التحريري والمقابلة !! لنضمن بالفعل كوادر مميزة تساهم مساهمة فعلية، في بناء وتطوير هذا الوطن، فيتقدم ويتطور بشكل قوي وصحيح .. حاملين شعار؛( لا للواسطة، نعم للكفاءة ) ..
ودمتم بود ،،.
[email protected]
Twitter:@drsaeed1000

الرياض

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *