انتحار ..(الشيعةِ) و(السُنّة)
للتحذير من الصراع الطائفي مايبرره. فكما واجهت أنظمةٌ شعوباً ثائرةً على الاستبداد بالقمع، زادت بأنواع الدسائس. وأَحبَكُها هو الاستعداء المذهبي. لأنه يَلقى صدىً سهلاً لدى العامة استناداً لقرائن تاريخية، و يجد دعماً من إيران باعتباره مخرجاً من مآزقَ متجددة يومياً، فلا أقلَّ من أن (تُشغِلَ) جيرانها و أطرافَ المنطقة بأنفسهم لئلّا تكون المحاصَرةَ الوحيدة. أما أمريكا و الغرب، فيُسعدهم قيامُها بإذكاءِ فِتَنِ المنطقة نيابةً عنهم. فيزيدون الضغوط عليها لِتَستَمِر. يوقنون أن مزيداً من تَشَرذُمِ المنطقة لصالحهم، و أن ضعفاءَها لا يجدون سنداً سواهم، و سترضخ طهران يوماً لشروطهم أو تتحالف معهم أو في أفضلِ الأحوال تستنفد طاقاتها في تقزيمِ جيرانها و النيْلِ منهم، فتَضعفَ و إياهم.
هكذا يُحوِّلون محور العداء إلى المسلمين، شيعةً و سنةً، بعضِهِم بعضاً. بدل أن يكون نحو عدوهم الصهيوني، الذي معاداتُه تُضعِفُ الغربَ و تُقوّي المسلمين. إنها دسائس تُحوّلُ مطالبَ الشعوب بالإصلاح و رفع الظلم إلى عداءٍ مذهبيٍ و تأزيمٍ قوميٍ بين (سُنةٍ) و (شيعةٍ) و (عربٍ) و (فُرسٍ)، و قد عاشوا 14 قرناً، وسيظلون إلى أن يرث الله الأرض و من عليها، جيراناً..شاؤوا أم أبوا.
هو (انتحار) لمنطقتنا يستحيلُ أن يخرج منه غالبٌ أو مغلوب. فأين (عقلاءُ) الأمة..شيعةً و سُنّة.؟.
Twitter:@mmshibani
التصنيف: