في المقالة السابقة تناولت تطلعات وآمال وتمنيات أهالي محافظة جدة بتطور الخدمات الصحية سيما وقد عين في الاسبوع الماضي د. عبدالعزيز الخوتاني مدير عاما للشؤون الصحية فلعله يكون فارس مرحلة التطوير الشمولي . وأن تقترن رغبة التطوير بالشفافية ووضع الإعلام في الصورة. وقد سبق أن ذكرت في مقال سابق أنه بالعودة الى ما قبل 13 عاما بالتمام والكمال وانا ارى اليوم حال جدة الصحي المتردي يقلق كل متابع والذي جعل ولي الأمر يوجه بما يمكن من التطوير الفعلي الجاد . ذكرت انه سبق أن تلقيت تكليفا بعضوية اللجنة الاستشارية لمجلس تطوير الخدمات الصحية بمنطقة مكة المكرمة من سمو امير المنطقة آنذاك صاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله. يومها قدمت شرحا وافيا عن الرؤى التي اراها ، وان حال الخدمات الصحية بجدة خاصة ومنطقة مكة عامة يحتاج إلى نقلة نوعية جادة ، وإن كنت مع كل أسف ومرارة أجزم بأن حال الخدمات الصحية مع ضعف الإمكانيات آنذاك ، أفضل بكثير مما هي عليه اليوم رغم الإعتمادات المالية المهولة والبنى التحتية الجبارة.
واستكمالا للحديث عن الحال المتردي الذي اشرنا اليه في الأسبوع الماضي ، حول تكرار ظاهرة اهتزاز الشؤون الصحية بجدة عند كل حدث ، مما يدلل على عدم وجود أي ردة فعل إيجابي مدروسة عند أي كارثة لاسمح الله وغياب أي إستراتيجية جيدة موضوعة سلفا ، و إن ماحدث من اخطاء خلال السنوات العجاف تعتبر في عرف الاحداث ( إختلالات مجحفة واخطاء جسيمة) بحق المريض اولا . من خلال هدر الأموال وسوء الخدمة التي يعقبها عند كل كارثة فوضى لم تثيرها الإشاعات كما يرددون . بل تلك الصور الرهيبة والمخيفة وما رافقها من إغلاق لأقسام الطوارئ .. ثم إغلاق المستشفيات . ولا ندري إذا لم نجد مستشفياتنا الحكومية تستقبل المرضى في مثل تلك الحالات متى تستقبلها ؟!
ومستشفى الملك فهد بجدة رغم ما رصد له من المستشفى في العشر السنوات الآخيرة وتولى ادارته خمس إدارات أجزم ويجزم كل متابع انهم فشلوا في تحقيق الحد الأدنى مما يتناسب مع ما رصد له من إعتمادات عدا . د. عبداللطيف خوجه الذي فضل العودة للعمل كطبيب لما لمسه من عدم إكتراث من الشؤون الصحية بجدة . حيث كان هنالك وكما أشرت في أكثر من مقال إنفصام كبير بين الإدارة والإستشاريين وبين رؤساء الاقسام بعضهم مع بعض لسوء الإدارات المتعاقبة ، وبعد الشؤون الصحية عن واقع الحال. مما إنعكس سلبا على الأداء وكانت الاوضاع المأساوية الفتاكة حتى وصل الامر لمعالجة مرضى بملفات مرضى آخرين وتجميد عمليات آيام كاملة لأن عامل التعقيم لم يقم بواجبه وقد يتغيب عشرات الفنيين والمرضى آيام لمشاكل مع شركاتهم . ثم كم كنت اتمنى عدم معالجة سوء الادارة بتعيين المستشارين المبدعين في تخصصاتهم كمدراء حتى لا نخسرهم في مجالاتهم .
واشرت فيما مضى إلى الصدمة بقرار أن تكون مرجعية كل من مستشفى الملك فهد و مستشفى شرق جدة، لمدينة الملك عبدالله.وهنا أدركت فعلا حجم المشكلة في الأشهر الأخيرة . فكيف يسند أكبر مستشفى يخدم المرضى من تبوك حتى جازان إلى إدارة مدينة الملك عبدالله التي لها ثلاث سنوات عجزت عن تشغيل المدينة ولو تدريجيا . ثم ما الجدوى من وجود مديرية للشؤون الصحية بجدة إذا سحبت منها اكبر ثلاثة مستشفيات : مستشفى الملك فهد ومدينة الملك عبدالله ومستشفى شرق جدة ؟!. والقرار يأتي تأكيدا لما ناديت به خلال السنوات الأخيرة من قصور واضح لإدارة الشؤون الصحية بجدة . ولكن محاولة التصحيح ابقت السبب وتفردت بثلاثة مستشفيات على حساب محافظة كبرى . حقيقة لا أدري ماذا بقي من خدمات للشؤون الصحية بمحافظة جدة فئة (ا) غير مراقبة المستشفيات الخاصة والمستوصفات ، أما عن مستشفيات جدة الخاصة والمستوصفات فحدث ولا حرج وهنا لا بد من المراجعة الجادة ومحاولة إعادة المستشفيات إلى الشؤون الصحية بإدارتها الجديدة وذلك لما فيه الصالح العام ، كما اود التنبيه على أن موقع الشؤون الصحية بجدة على الشبكة العنكبوتية غير مفعل . هذا وبالله التوفيق.

جدة ص ب ـ 8894
إيميل ـ
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *