كتبت: آلاء وجدي
أثبتت الأبحاث أن القرارات السريعة وسرعة البديهة ورد الفعل التي تتطلبها ألعاب الفيديو العنيفة (خاصة عند إطلاق النار) تعمل على تحسين المهارات البصرية، إلا أنها قد تقلل من قدرة الشخص على السيطرة على السلوك الاندفاعي القهري، وبذلك تشير النتائج إلى أن ألعاب الفيديو العنيفة تعمل أيضاً على مضاعفة السلوك العدواني والعنف تجاه الآخرين.
ولكن على الرغم من ذلك، أفاد بعض الباحثين أن هذه الألعاب ينطوي عليها الكثير من الفوائد التي تعزز من قدرات الشباب في كثير من النواحي سواء الصحية أو الاجتماعية، كالآتي:
في البداية تعمل هذه الألعاب على الإسهام بتحفيز العمل الجماعي، فقد صممت العديد منها بشكل يسهم بتحفيز التعاون والعمل الجماعي؛ إذ إن هناك بعض الألعاب التي تحتاج لعدد من اللاعبين للوصول لهدف محدد بصرف النظر عن كونهم في غرفة واحدة أو في دول مختلفة.
كما أن هناك احتمالية المساعدة بتقوية البصر، حيث أظهرت إحدى الدراسات بأن ألعاب الفيديو التي تحتوي على تفاصيل دقيقة وتتطلب من اللاعب التصويب على أهداف معينة، أسهمت بالفعل بتحسين حدة الإبصار المنخفضة لدى البعض.
وتقوم أيضاً بتعليم المرء إتقان العمل في عدة مهام وفي وقت واحد، فقد تتطلب بعض ألعاب الفيديو تحكم المرء بعدة شخصيات أو أشياء في وقت واحد من أجل تحقيق الفوز، وبالتالي يحاول المرء إيجاد أنسب الطرق للسيطرة على تلك الشخصيات أو الأشياء، ويمكن أن تنتقل هذه القدرة لتطبق على الحياة العملية، كأن يتعلم الإنسان كيفية التمكن من قيادة سيارته، وتجاهل الأمور المشتتة حوله (إن وجدت) ومتابعة السيارات الأخرى التي تسير حوله.
وأحياناً تساعد هذه الألعاب على مقاومة القلق والاكتئاب، حيث يغوص المرء في عالم يستطيع التحكم في تفاصيله بعيداً عن مشاكل الدنيا وظروفها المعاكسة في بعض الأحيان، ورغم أن بعض الألعاب قد تبدو مرهقة إلا أن هناك الكثير من الألعاب التي يمكن أن تمارس بسهولة.
كما أظهرت الدراسات بأن المرضى الذين سمح لهم بممارسة ألعاب الفيديو كانوا أقل اعتماداً على الأدوية المسكنة، والسبب يعود للاستغراق الكامل الذي يشعر به المريض عند ممارسة لعبة فيديو معينة بشكل تصبح آلامه بعيدة عنه، وبالتالي فإن الإدمان على المسكنات القوية يصبح أقل احتمالاً للحدوث.
ولا تحتاج كل ألعاب الفيديو أن يجلس اللاعب ساعات طويلاً محدقاً بالشاشة، بعد التطور الذي طرأ عليها مؤخراً، بل أصبحت تحمل تلك الألعاب فوائد جسدية يمكن أن تسهم في تحقيق الرشاقة؛ حيث إن بعض الألعاب تسمح بممارسة العديد من أنواع الرياضة وغيرها عبر حركة الجسم الفعلية، بحيث يتخيل الفرد نفسه بأنه يمارسها بالفعل.