في الحديث “إذا ضُيّعتْ الأمانة فارتقبْ الساعة”.
كان تضييع الأمانةِ مَرَّ الدهور تدريجياً. وإمتاز عصرنا عن سابقيه بتَسارعٍ فائقٍ في تضييعِها.
توقنُ غالبيتُنا الساحقةُ اليوم أن الأمانة ضُيّعتْ، فضاعتْ على كل المستويات والأصعدة والأشخاص. إندثرتْ أو تكاد أمانةُ اليد عن الحرام. وتراجعتْ كثيراً أمانةُ الأقوال. وتَدنّستْ أمانةُ الأفعال. وأضحتْ أمانةُ المسؤولية في خبرِ كان.
حدث كل ذلك بتسارعٍ عجيبٍ هذا الزمان. وما يزال الإنحدار قوياً نحو قاعٍ سحيقٍ لا أدري كيف سيُعايشُه الجيلُ القادم ومن بعده.
كارثةٌ ماحقةٌ عيْشٌ المرءِ في مجتمع وحياةٍ لا أمانة فيها قولاً وفعلاً وذمّةً ومسؤوليةً وممارسة. ستقوده تلك الحياة إلى هاوية. فلا يسود إلا قانون الغاب..قانون القوة والشر.
و الموجع أن يكون عصرنا بإمكاناته الحديثة هو فاتح باب تضييع الأمانة على مصارعه..حتى وسعه..و زيّنه..و جعله ممارسةً..بل عقيدة.أنظر حولك في العالم الاسلامي فسوف تعرف ما أقول.
Twitter:@mmshibani

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *