استجواب الأرشيف

مــن غزة

هذا شاعر يعيش ألمه ويسفح دموعه على هذا الذي يجري أمامه من إهراق للدماء من نهر دجلة حتى تخوم غزة..
انه الشعر الدامي.. دعونا نعيش طرفاً من هذه المأساة..

لا بورك الشعر إن ضاقت معانيهِ
أو جاد حرفا بغير الحق يلقيهِ
ما أسهل الدمع إن جاشت مواردهُ
ليت القصيد لنا دمعا فنبكيهِ
عاتبتُ دجلة من حب فعاتبني
كأنّ دجلة لا ينسى محبيهِ
بغداد أنَّت فردت أختها صبرا
ستون عاما أنيني ها أغنيهِ
شعبٌ إذا مل من دنياه فارقها
حتى متى سيظل الموت يحييهِ؟
أمٌ تريد لطفل الحق أن يُشفى
بسورة الموت عند الحرب ترقيهِ
أنشدتُ موتي بلا عزف ولا وتر
ولا مقام و لا صوت يحليهِ
موتي جميل بلحن القصف أنشده
ما أروع الموت قد صرنا نغنيهِ
هنا أخ بسيوف العرب مصرعه
ليت الغراب هنا حتى يواريهِ
أكلما ضاقت الدنيا على قوم
دارت وعادت إلى جرحي تسليهِ؟
قولوا لمن جاء يبغي غزتي أمَة
ارجع، فإن جاء موتا سوف نهديهِ
فلن يدوم لنا ذل ولا جرح
لا حال يبقى على حال يحابيهِ
دعني ألوم الليالي كي تغادرنا
الليل يخجل من صبح يناديهِ
الروح تبكي وقلب الشعر منتفض
قد مات شعري فمن للشعر يرثيهِ؟
شعر – عاصم النبيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *