أ. د.بكر محمد العمري

من حقنا أن نبتهج كلما مرت علينا مشاهد الحزم الأمني لصد محاولات بعض فئات من العمالة الوافدة غير الشرعية في اثارة الشغب والتظاهرات في مدننا الغالية، وذلك تأكيداً لنظامنا الأمني الوطني وقوته وصلابته، وأنه خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
وبناءاً على ذلك تصدت قوات الأمن في مواجهة مؤامرات هذه الفئة الضالة من العمالة الوافدة غير الشرعية وكانت حملة في حب الوطن، وكان هذا الدور في حماية الوطن دوراً غالياً ونفيساً، والدليل الحي لحب الوطن هو الدورالكبير الذي أدى إلى حماية الوطن والمواطن، والقبض على مثيري الشغب والمهددين للسلم الوطني.
وفي نفس الوقت مع بهجة نجاح أجهزة الأمن في التصدي لكل من يحاول ضرب استقرارنا فأنه يبدو أننا نحتاج من حين لآخر أن نردد في أجواء الوطن كلمات عن تجليات واشراقات حبنا تجاه الوطن لنؤكد من حقنا كأمة أن نشعر \”بالافتخار\” بحبنا لوطننا الغالي.
في البداية نقول إن حب الوطن من الإيمان لقد أكدت تعاليم الإسلام حب الوطن واعتبرته من الإيمان مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم \”حب الوطن من الإيمان\” وبناءاً عليه فان حب الوطن يقتضي الحفاظ عليه والعمل على أمنه ورقيه واستقراره.
إن محبة الأوطان من دلائل الإيمان، فما أعظم أن يكون قدوتنا في حب الأوطان هو نبينا محمد صلوات الله عليه وسلامه فعندما خرج مهاجراً من مكة إلى المدينة نظر إلى البيت الحرام وقال : والله إنك لأحب أرض الله إليّ، وإنك لأحب أرض الله إلى الله، ولولا أن أهلك اخرجوني منك ما خرجت\”.
هذا هو النموذج الأمثل في حب الوطن والتعلق به، والوفاء له والتضحية بالنفس والنفيس في سبيله، وتكون خيانته أو التفريط في حقه في الأمن والاستقرار من الخيانة العظمى التي تورد صاحبها موارد الهلاك.
إن نفحات حب الوطن التي عشناها وشاهدناها ماضياً وحاضراً تثير في أعماق نفوسنا نداء حب الوطن لنسير نحو نسيج وطني قوي آمن لأن حب الوطن فرض عين بمعنى آخر أن حب الوطن يدعو كل فرد يعيش على أرضه ويتمتع بجنسيته ويتمتع بخيراته أن يكون حارساً لترابه الذي نشأ عليه وأن يصونه من غائلة رعاة الفوضى ومن كل ترويع أو اضطراب مثل التي شاهدناها مؤخراً، فلا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له .. ومن هنا تغنى الشعراء بحب الأوطان وبالتفاني في سبيل رفعتها وسؤددها.
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
أريد أن أقول بصراحة إن هيبة المملكة في عيون أبنائها تنطلق باشعاعاتها المتوهجة المبهجة من إيمانهم العميق بحب الوطن لأنهم يؤمنون إيماناً خالصاً لا تشوبه أية شائبة بأن الوطن كلمة تعجز الكلمات عن تعريفها بمفهومها اللغوي والمعنوي لأنها كلمة تتجاوز البيئة الجغرافية والاجتماعية فتعكس مشاعر المجتمع بعناصرها المتعددة التي تؤكد أن الوطن هو ذلك المكان الذي نحيا فيه نولد على أرضه نتنفس هواءه ونشرب مياهه نتعلم فيه مما يجعل له حقاً بل له حقوق علينا.
ولعل ذلك ما يدفعني إلى القول إن وجود نسيج وطني قوي آمن أمر واجب مما يدعونا – كأمة – أن نقف كمنارة ثابتة تشع توهجاً وطنياً متجدداً واستنارة فكرية في عقولنا تحوله إلى قوة دافعة للأمام لتجسد قيماً تكون رمزاً حقيقياً لحب الوطن.
إذن لماذا نحب الوطن؟ سؤال مهم لموضوع حيوي لابد أن نتحدث عنه دائماً وأن نتحدث في وضوح ونحن نعيش انتصار أجهزة الأمن في دحر أنشطة وأفكار فئات العمالة الوافدة غير الشرعية لأن ذلك يقدم شهادة التأمين الحقيقية لحبنا لوطننا مرددين مع الشاعر قوله:
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة
وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *