ألم وأمل بين التربية وتعليم الليث

• صالح المعيض

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]صالح المعيض[/COLOR][/ALIGN]

قبل أشهر كتبت هنا تحت عنوان (معلم يعاني.. والوزارة تطعن في حكم نقله) و قبل أكثر من ثلاثة أعوام كتبت هنا مقالين تحت عنوان (نقل المعلم بالواسطة احتقار لمهنته 2/2) وكنت من قبل وفي الأسبوع الأول من تولي سمو وزير التربية والتعليم صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود نشرت مقالة مطولة عن الآمال والطموحات. واليوم يعيدني المعلم (محمد) المواطن السعودي للحديث حيث لم تشفع له (7) سنوات عجاف عانى منها صحياً ما أدخله العناية المركزة ثلاث مرات ونوم بالمستشفيات أكثر من (21) مرة أكمل طلبات النقل حسب الظروف الخاصة عدة مرات بتوصيات مشددة من قبل مستشفى الليث العام بعدم استطاعة المستشفى تقديم أية خدمة علاجية له لعدم إمكانية المستشفى وتوصيات عدة من جهات حكومية بأن عليه مراجعة مستشفى الملك فهد بجدة وذلك بصفة منتظمة ولكن كل ذلك ضرب به عرض الحائط لعدم وجود واسطة تقدم بطلبات حسب لوائح النقل العام طيلة هذه السنوات.
في حالة هذا المعلم ، لم يلح في الأفق ما يبشر ، فتقدم بتظلم لمقام ديوان المظالم وصدر حكم بإلغاء قرار عدم نقله إلا أن الوزارة طعنت على الحكم بدلا من تسهيل تنفيذه ، ثم صدر حكم ثانٍ بنقله والوزارة ايضا تسعى جاهدة لنقضه. فهل يعقل وهل يصدق هذا ما حدث ؟! معلم بين الحياة والموت وتتدهور صحته يوماً بعد يوم . فهل الوزارة آخر من يقدر قيمة ( المعلم ) لذلك استصغروه من خلال تكبيله بالعديد من القرارات التي تصدر عن بعد لأنه وكما اشرت في مقالات عدة لعل منها مقالة \”من يعبث بملفات المعلمين\” و\”يموت المعلم تحيا الوزارة\” حيث يظهر أن هنالك انفصالاً بين المدرسة وأجهزة الوزارة ، ولايزال خارج اهتمامها إلا من خلال الوهج الإعلامي والاحتفالات التي لايتجاوز مدلولها أسوار مكان إقامتها .
فالمعلم تتجاهله الوزارة دون استذكار رسالته وأهميتها إلى درجة أنه قد يموت والوزارة تتفرج كما هو حال المعلم محمد ، بل أن أي خبر يقول إن الوزارة بصدد إصدار قرارات ترفع من شأن المعلم ، تسارع إلى نفيها واعتبارها إشاعة والشواهد أكثر من أن تحصى والمقام لايفي بسردها وقضية اليوم التي استفتحت بها مقالي هذا خير شاهد ولنا معها حديث آخر مفصل بالقرائن الداعمة قريباً بإذن الله إذا بقي صاحبنا على قيد الحياة ولم يذهب ضحية الاهمال .
لذلك رأينا قاعات المحاكم الإدارية تكتظ بالمتحاكمين مع الوزارة والذين في الغالب يكسبون القضايا بميزان العدل المحايد لذلك نتمنى على سمو وزير التربية والتعليم أن تضع الوزارة تصورات مدروسة ذات رؤية مستقبلة بعيدة مبنية على الواقع والإستشراف الدافع للتطوير الفعلي بعيداً عما كان يمارس من وهج إعلامي لايخدم العملية التربوية وتستشعر معه الوزارة أهمية مكانتها وبحجم هذا الكيان فهنالك قضايا معلقة فيها حياة أو موت ولا يجد المواطن من يحلها له لأن هنالك وفي هذه الوزارة بالذات من لازال يعمل بمقولة (أنا ومن بعدي الطوفان) ولا أدل على ذلك من أن كل من إدارات تعليم ( الرياض وحائل والقريات ومحايل ) تخضع للجان وتقاضي أمام المحاكم في تهم فساد إداري ومالي . فكيف نصل إلى سموكم الكريم وهنالك من يتعمد الحيلولة دون الوصول إليكم حتى لا تصل الحقيقة.
وفي الختام لا أنكر جهود إدارة تعليم الليث في تعاونها ممثلة بمدير التعليم التربوي حقا الأستاذ مرعي البركاتي الذي حقيقة وسبق أن كتبت عنه قبل سبع سنوات حينما وجدت أنه يشرح على معاملات المعلمين الجدد بلقب ( الزميل ) وهذه الجزئية مهمة ومحفزة في عالم التربية والتعليم وتدل على الانصهار في العمل بروح الفريق الواحد . ولا أدل على ذلك من عودته لإدارة التعليم بعد أن ترجل مرحلة وافتقد الجميع فيها إلى فكره وتوجيهاته السديدة فعاد والعود أحمد .هذا وبالله التوفيق.
جدة.ص 8894 فاكس 6917993

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *