أسرانا وأمتنا
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد مشينش[/COLOR][/ALIGN]
لم تعد قضية الاسرى مسجونة مع ابطالها خلف قضبان سجون الكيان الصهيوني، فها هي تنطلق وقد عمّدت بدماء الشهداء وصمود الابطال متجاوزة قسوت السجان ومكره، معززة من ثقة ابناء الامة بان هذا العدو لن يحقق النصر ابدا ولن تركع هذه الامة، وما بقي الا ان تخطو الامة خطوتها التاريخية وتعيد استحضار مكامن قوتها كأمة واحدة وليس كدويلات منفردة ليس على مستوى الجغرافية بقدر ما هو استحضار لموقف موحد نابع من الارث الحضاري والتأريخي في التعاطي مع قضية الاسرى.
ومع استمرار الاحتلال الصهيوني لفلسطين وما يقابله من مقاومة انتجت آلاف الاسرى من ابناء الشعب الفلسطيني الذي رفع الراية نيابة عن الامة في مواجهة هذا العدو مسجلا نجاحات رغم الامكانات المحدودة في اجبار هذا العدو الغاصب لعقد صفقات من اجل اطلاق سراح مجاميع من الاسرى من ابناء الامة مرغما على ذلك غير مخير، والتي كان آخرها صفقة وفاء الأحرار والتي حررت ما يزيد عن الالف اسير ممن أذلوا هذا الكيان الصهيوني مرتين،مرة عندما اثبتوا له ان الاجيال لن تنسى حقوقها وان المقاومة منهج حياة بالنسبة للشعب الفلسطيني ومرة اخرى عندما نالوا حريتهم وهو من فتح لهم ابواب السجن بيده مجبرا على ذلك بفضل الله اولا وبفضل ابداعات المقاومة.ولأن الشعب الفلسطيني نجح في ان يجعل المقاومة منهج حياة لأبنائه فها نحن نعيش هذه الايام والتي يسجل فيه الاسرى الابطال ملحمتهم الخالدة في التخلي عن الحاجات الرئيسية للانسان في المأكل طلبا لحريته وليضربوا مثلا للعالم كله اننا شعب ومن خلفنا امة لن نستسلم. ولان دورة التاريخ تتكرر في كثير من جوانبها والعِبَر تأخذ من خبر من كان قبلنا فإن الامة يجب ان تشترك في هذا النضال وان لا يبقى الشعب الفلسطيني منفردا في هذه المواجهة فهو لا يدافع عن نفسه فقط بل يدافع عن مقدسات المسلمين كافة ويدافع عن قيم ومبادئ الانسانية في الحرية وتحرير الاوطان، وتمتلك الامة الاسلامية ومن ورائها احرار العالم اساليب كثيرة لأجل اطلاق سراح الاسرى، ومنها الى ما هو اكبر في الخلاص من هذا الكيان المغروس عمدا من القوى المعادية للاسلام والعروبة في قلب الامة.
فالكل يعرف ان هذا الكيان ما كان ليوجد وليبقى لولا دعم الغرب له، وبالمقابل فلن نفلح في ازاحته ان لم نكن موحدين كأمة، ولعل عنوان قضية الاسرى خير عنوان في هذه المرحلة ولتكن نقطة الشروع لاجل انخراط الامة في هذه المعركة، فلعبة القوانين وحقوق الانسان والحريات لطالما كانت المدخل لتدخلات خارجية من الغرب ضد الدول بغير حق، وبالمقابل فهي خير مدخل لأمتنا للوقوف مع الحق ونصرته في فلسطين.
التصنيف: