الصلاة الركن الثاني من الإسلام
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]احمد محمد باديب[/COLOR][/ALIGN]
تعريف الصلاة:-
قال ابن منظور في لسان العرب:-
الصلاة: الركوع والسجود
والصلاة: الدعاء والاستغفار
والصلاة من الله تعالى: الرحمة وصلاة الله على رسوله رحمته وحسن الثناء عليه.
والصلوات: معناها الترحم
والأصل في الصلاة اللزوم والصلاة لزوم ما فرضه الله تعالى وهي من أعظم الفروض الذي أمر الله بلزومه.
وفي القاموس: الصلاة الدعاء والرحمة والإستغفار وحسن الثناء من الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم وعبادة فيها ركوع وسجود وهي اسم يوضع محل المصدر وصلى صلاة لا تصلية, وصلى الفرس تلا السابق والحمار أتنه طردها وقحمها الطريق والصلوات كنائس اليهود وأصله بالعبرانية صلوتاً.
قال كثير من أهل اللغة الصلاة هي الدعاء والتبريك والتمجيد، يقال صليت عليه أي دعوت له.
والصلاة عبادة على شكل مخصوص أصلها الدعاء وسميت بذلك كاطلاق اسم الشيء على بعض ما يتضمنه، والصلاة من العبادات التي لم تنفك شريعة منها، وإن اختلفت صورتها من شرع إلى شرع ولذلك قال الله عز وجل (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا). سورة النساء الآية (103)
وقال بعضهم أصل الصلاة من الصلاء ومعنى قولهم صلى الرجل أي أنه أزال عن نفسه بهذه العبادة الصلاء وهو نار الله المؤقدة، قال صلى الله عليه وسلم (تحترقون تحترقون فإذا صليتم الصبح غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الظهر غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العصر غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم المغرب غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العشاء غسلتها ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا)
ويسمى موضع الصلاة الصلاة ولذلك، سميت الكنائس صلوات وهو معنى قوله عز وجل (لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ).
وكل موضع مدح الله تعالى بفعل الصلاة أو حث عليه ذكر بلفظ الإقامة نحو: (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ – وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ – وَإِقَامَ الصَّلاةِ)
ولم يقل جل وعلا المصلين إلا في المنافقين نحو قوله (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ – وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى)
وإنما خص لفظ الإقامة لتنبيه على أن المقصود من فعلها توفية حقوقها وشرائطها لا الإتيان بصورتها فقط وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم على أن المصلين كثر والمقيمين لها قليل.
قال القرطبي رحمه الله: الصلاة في اللغة الدعاء مأخوذة من صلى يصلي اذا دعا ومنها قوله صلى الله عليه وسلم (إذا دعي أحدكم إلى الطعام فليجب فإن كان مفطراً فليطعم، وإن كان صائما فليصل أي فليدع الى صاحب الطعام)
وقال الأعشى:-
تقـــــول بنتي وقد قربت مرتحــلاً يا ربي جنب أبي الأوصاب والوجعا
عليك مثل الذي صليت واغتمضمي نومـــــاً فإن لجنب المرء مضـــجعاً
والشاهد في قوله صليت أي دعوتي.
والصلاة العبادة ومنها قوله عز وجل:- (وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ) سورة الأنفال (35)
والصلاة التسبيح وكذلك القراءة ولكل شاهده من القرآن.
وقال القشيري: الصلاة اسم علم وضع لهذه العبادة فإن الله لم يخل زماناً من شرع ولم يخل شرعاً من عبادة وعلى هذا القول فلا اشتقاق لها.
أما تعريف الصلاة شرعاً فقد عرفها أهل العلم على أنها أقوال وأفعال على وجه مخصوص مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم.
الصلاة كانت معروفة في الأمم السابقة يدل على ذلك قول الله تعالى حاكياً عن إسماعيل عليه السلام (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) سورة مريم الآية (55)
وقوله تعالى (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ). سورة آل عمران الآية 43
وقد جاء مرفوعاً في أربعين ابن بابوية عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات قبل الظهر صلاة آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله عليهم وهي صلاة الأنبياء قبلي وهي صلاة العابدين.
ولكن يا هل ترى أكانت الصلاة قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على نفس الهيئة التي نؤديها الآن والتي أخذناها بالتواتر عنه صلى الله عليه وسلم فقد ورد عنه انه قال صلوا كما رأيتموني أصلي.
ونحن لم نر صلاته عليه الصلاة والسلام ولكن بالتأكيد فقد رأينا الذي رأى من رأى الذي رآه يصلي دون انقطاع بالسند فلا زال في كل جيل من أجيال الأمة مصلون يرى أو يقلد صلاتهم من اقتدى بهم حتى حيننا هذا, وعليه ثبت تواتر هذه الهيئة ولم نر أو نسمع من خالف ذلك.
معلوم لدى الكثيرين أن الصلاة فرضت في السماء في رحلة المعراج العظيمة هذه الرحلة الكونية التي كانت هدية إكراماً للحبيب بعد أن عاد من الطائف حيث لاقى ما لا قاه من جلاوزة المشركين وهناك في تلك الرحلة الكونية حيث لا يستطيع أن يصف الواصفون رأى الملائكة الكرام منهم ما هو على هيئة القائم ومنهم ما هو على هيئة الراكع ومنهم ما هو على هيئة الساجد ومنهم ما هو على هيئة الجالس وكلهم مخبتون لله لا يتحرك فيهم عضو إن صح التعبير.
هيئات تجلب للنفس مشاعر مختلطة من الخشوع والخضوع والسعادة، وقل ما شئت من ذلك وغير ذلك.
علم عليه الصلاة والسلام أن هذه أوامر الله لهم يفعلون ما يأمرون فتمناها حبيب الله فكان له ما تمنى حين جمع الله عز وجل هذه الهيئات في صلاة فكانت هذه الصلاة هدية للزائر العظيم من صاحب الحضرة القدسية الأعظم تعبيراً عن الأكرام والتكريم.
لم ينلها قبله أحد لمكانته التي لم تتشوفها أعين ولم تتشهاها أنفس لصعوبة المنال ولإدخارها لأعظم المثال.
وحقيق بنا إذا قلنا أن صلاتنا معشر الأمة المحمدية لها خصوصية زائدة على صلاة من قبلنا من الأمم لزيادة خصوصية نبينا عمن سبقه من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام حقيق بنا أن نحافظ على هذه الصلاة حتى نكون من الذين قال فيهم الله رب العالمين:- (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) سورة المؤمنون الآيات (1- 11)
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين،,,
التصنيف: