وزارة الحج والانتقائية في التعقيبات

• صالح المعيض

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]صالح المعيض[/COLOR][/ALIGN]

حينما غمرت قلمي منذ اكثر من عقدين من الزمن في رمال وزارة الحج سواء إشادة او نقدا كنت ابحث عن ارض صلبة للنقش عليها لتكون شاهدا عبر الزمن ومع تقادم السنون يستفيد منه الجميع لأ أن تبقى كتابة على الرمال تجرفها اول عاصفة رملية حتى لو كانت بطيئة السرعة ، ولكن يظهر أن هناك من يكابر ويعتقد أن النجاحات تسجل لهم وحدهم وأن لا هنالك سلبيات تذكر ، وهذا الديدن سارت عليه الوزارة حتى في عهدنا الحاضر عهد الشفافية وتقبل الرأي بمساحة تسمح بتفعيل ما يطرح من اراء صالحة أن تكون مواد نقاش تساهم في تطوير خدمة الحجيج . وحتى لا أغرد خارج السرب أود أن اشير إلى انه بعد انتهاء موسم حج هذا العام نشرت هنا اربعة مقالات متتابعة تحت عنوان (توعية الحجيج بين وزارتي الحج والإعلام ) وفي ثنايا المقالات الاربعة تطرقت صراحة الى ان هنالك سلبيات كبيرة وقاتلة وتعتبر وزارة الحج وحدها تتحمل الجزء الأكبر من تداعيات تلك السبيات.
تطرقنا للإعلام وسوء المنهجية والبعد عن الواقع وأن التوعية في الحج رغم ما رصد لها من ميزانيات ضخمة طيلة السنوات الماضية لم ترقَ إلى درجة مقبول ، وما ذلك إلا لأن البرامج المعدة والمكلفة لا تتفق وتفكير النسبة الكبرى من الحجيج مابين طاعن في السن وأمي ومن لم تسعفه لغته لفهم ما ينشر أو يذاع للتكلف المبالغ فيه في مادة الإعلان ولغته وابعاده واخير تكلفته لكونه بعيدًا عن مجتمعات اغلب الحجاج وهذه سبق ان تناولته مفصلا في مقالات عدة ووضعنا صور لعدة إجراءات اكثر جدوى.
تطرقنا للنقل في الحج وهو في مسؤولية حصرية على مؤسسات تحت إشراف وزارة الحج ممثلة في ( النقابة العامة للسيارات) والنقل في الحج هو عصب الحج وعموده الفقري الذي تستقيم عليه كل مقومات الحج بتوفيق الله أولاً ثم بجهود المخلصين وتعاضد جميع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص.
واشرت صراحة إلى التلاعب في تذاكر نقل الحجاج عبر حافلات النقابة والذي تستفيد منه بطرق غير مشروعة النقابة وبعض شركات نقل الحجاج وبعض المطوفين ، والذين يرون أن تشغيل القطار في الحج قد يسد عليهم تلك الفجوة التي كانت سلبياتها كل عام تؤثر على نسبة النجاح وأداء الخدمة والمهام بجودة عاليه تتفق وما يعد للحج كل عام من إمكانيات مهولة واعتمادات باهظة وكذلك كشركات حجاج الخارج والداخل وما ترتكبه من أخطأ كوارثية القصد من ورائها الربح الثري العاجل وذلك على حساب سمعة المملكة.
غير أنني تلقيت قبل اسبوعين تقريبًا خطابًا من معالي وكيل وزارة الحج الاستاذ حاتم حسن قاضي ولم لأكن اعقب عليه لولا ان سعادته وجه نسخة من التعقيب لمعالي وزير الحج وكأننا في مرافعات و حكم نقض نهائي وحقيقة ان الاسلوب الراقي الذي صيغ به التعقيب والذي لايستغرب من سعادته يوحي ضمنًا بنفي تلك الملاحظات التي انتقاها علما بأن هنالك ملاحظات عدة على التعقيب حيث إنه اغفل كل النقاط الهامة اللتي طرحناها واكتفى بنقطتين فقط مما طرح في المقالة الرابعة رغم ان مااشار اليه فيه اعتراف بتلك النقطتين الهامتين اللتين تتعلقان بمغادرة الحجاج وان الوزارة سعت لمعالجتهما وانا هنا اشكر للقاضي اهتمامه بالموضوع وكنت اتمنى ان يتم التطرق لجميع ماطرح في المقالات الاربعة بعيدا عن الانقائية وذلك من باب ان الفائدة تعم من جهة ومن جهة أخرى الاعتراف بأن ما طرح لا يجانب الصواب فما طرح لم اطرحه لأول مرة بل على مدار عقدين من الزمن ولازالت تلك الملاحظات قائمة ، والسلبيات نتاجها الذي يترجم على الارض،واتمنى من وزارة الحج إعادة قراءة المقالات الاربع بتأني ومن ثم ستجد الوزارة انها قد تعجلت في التعقيب وقفزت على كثير مما طرح ومما له اهمية وان بقاء تلك الملاحظات قائمة يشكل عبئاً كبيرا على جهود كافة مرافق الدولة والقطاع الخاص، وعلى الوزارة إذا أردات التطوير الصحيح الممنهج أن تجدد كوادرها وتستعين بالخبرات المتميزة القادرة على التحديث والمواكبة وهذا مانأمله من الوزارة ممثلة في وزيرها الجديد الحديث العهد بالوزارة المسلح بالعلم والخبرة وليس ذلك على الله بعسير هذا وبالله التوفيق.
جدة ـ ص ب ـ 8894 ـ فاكس ـ 6917993

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *