توعية الحجيج بين وزارتي الحج والإعلام 4/4
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]صالح المعيض[/COLOR][/ALIGN]
وعطفا على ما سبق لازالت بعض التعليمات قديمة وسقيمة لا تتوافق مع التوجه الداعم بضرورة مغادرة الحاج بعد أداء النسك مباشر، بعد أن منّ الله عليه بشرف أداء هذا النسك، إذ تصر تعليمات وزارة الحج على أن لا يعود الحاج إلا في تاريخ العودة الذي يدون على تذكرته جوا أو بحرا أو برا، أو تغيير وسيلة العودة، وإذا رغب في العودة المبكرة يحتاج إلى مشوار طويل ومعقد جدا، ونحن ندرك جميعا أن الحاج بمجرد إنتهاء موسم الحج متشوق للعودة السريعة، ولكن تواريخ العودة تكون عند البعض متأخرة إلى منتصف محرم، أي بعد شهر من انتهاء الموسم، ثم يجد أن تقديم العودة يأخذ مشوارا طويلا فيتأخر، فيحلوا له المقام ثم لا يسافر في الغالب، فتتضاعف ظاهرة التخلف، ويتبعها من السلبيات الشيء الكثير، وهذا ما سأتناوله قريبا بالتفصيل وللأسف رغم التعليمات بعض المطوفين يرحلون حجاجهم إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة، قبل سفرهم بفترة طويلة من موعد سفرهم، وكأنهم بذلك يتملصون من مسؤولياتهم، ويرمون بكافة الأحمال على الدولة، فيتبع ذلك من السلبيات الشيء الكثير، فنتيجة للإزدحام والتكدس تظهر السلبيات ومن أهمها:
1 -تذمر بعض الحجاج وإنعكاس ذلك على تعاملهم مع موظفي المطار، ثم مع تجهيزات مدينة الحجاج.
2 -نظرا لكثافة الحجاج وعدم تنظيم مواعيد رحلاتهم بصورة تكفل عدم كثافتهم، ينعكس ذلك على الحالة الصحية، فتنتشر الإنلفونزا، ويعودون إلى بلدانهم وكثيرا منهم مصاب بذلك المرض العدوي، فيعتقد البعض أن ذلك من آثار الحج وهذا ليس صحيحا، فهم عادوا من الحج بحالة ممتازة، ولكن تخلص المطوفين من حجاجهم بهذه الطريقة وتجاوبا مع رغبة الحجاج في سرعة العودة كان السبب، وهذا ينعكس إعلاميا سلبا على جهود ومنجزات الدولة السنية ايضا. نعم هنالك مئات الآلاف من الأغنام والبقر والجمال تنحر على صعيد منى الطاهر، وذلك في فترة قصيرة وبأعداد مهولة، لكن المتابع يجد أن الدولة السعودية، قد أنجزت ومنذ سنين، مشروعا عملاقا لا يضاهى، الهدف منه الاستفادة من لحوم الإضاحي بنسبة تعد بكل المقاييس ناجحة، وفي فترة وجيزة جدا، ومن خلال موقع وتصاميم ومنشآت تتمتع بأعلى مواصفات الجودة والآمان، ومع ذلك نسمع من بعض وسائل الإعلام وللأسف، ما يثير الزوابع حول هدر تلك اللحوم، دون أن يشخصوا الواقع ويتابعوا الشحنات الجوية والبرية والبحرية، التي تنقل تلك اللحوم مبردة ومجمدة ومن خلال أحدث الوسائل الصحية الحديثة، إلى كافة فقراء العالم في كافة القارات دون استثناء.. إننا فعلا بحاجة إلى جهاز توعوي خليط من كافة المرافق، مخصص لتوعية الحجاج ونقل الصورة الصحيحة والصادقة، عن ما يلقاه الحاج من خدمات وما يسر له من تسهيلات، هي على أرض الواقع أكبر من أن توصف في كلمات، مما يعود على الحاج وذويه بالطمأنينة والأمان، وحينما نسترعي في توجهاتنا هذه الخطى، أعتقد حينها أن التوعية لابد أن تصدر من هنا من ارض الحرمين وتتميز بجودة إدارة الحشود، لأنها تلامس الواقع وتنشد الكمال البشري، بدلا من استيراد تجارب هي في ذروة ممارستها، لاتساوي 10/ مما يمارس في موسم الحج، هذا من جانب وهنالك جانب مهم جدا انكشف هذا العام من خلال احداث فوضى القطار والتي سبق ان تناولتها منذ خمسة عشر عاما ولكن لا حياة لمن تنادي فنحن تعودنا لا نفيق إلا على الأحداث الجسام ثم نعود للتوهان، أجزم ان شركات نقل الحجاج ومؤسسات الطوافة وراء ما حدث عن عمد وذلك لأن فكرة مشروع القطار إذا وفق لها النجاح بكامل طاقته سيقضي على المصالح الخاصة التي عادة ما تكون على حساب تنظيم الحج وتسيء لجهود الدولة، فالنقل هو عمود نجاح الحج وهنالك من يستفيد من بقاء النقل بالحافلات فقط ويخشى ان يكون النقل بالقطار شاملا لأنه سيقضي على التلاعب بالتذاكر وما أدراكم ما التذاكر وما ورائها من عرقلة تامة في الحج وهي أم المصائب وهذا الموضوع الهام سنتحدث قريبا عنه بالتفصيل بإذن الله مع موضوع خطير هو ( فوضى شركات حجاج الخارج) هذا وبالله التوفيق.
جدة ص ب ــ8894
فاكس 6917993
التصنيف: