أورام صحة الباحة تحت مشرط الرويلي

• صالح المعيض

صالح المعيض
مع غرة شهر ذي الحجة من عام (1407هـ) كنت في محافظة بيشة، وبالذات لزيارة مريض كان آنذاك حبيس العناية المركزة وتصادف تواجدي ذلك اليوم مع مباشرة مدير الشؤون الصحية ببيشة الجديد آنذاك الأستاذ / حسين الراوي الرويلي وكتبت يومها وقلت أنني اقتربت منه وحاولت أن أهمس في إذنه ببعض الملاحظات الهامة، لكن استدركت أن الرجل جديد وكان ذلك أول يوم مباشرة له، وقد تكون الملاحظة في غير محلها، فآثرت التأجيل ونشرت فيما بعد عدة مقالات تناولت فيها بعض جوانب القصور وكذلك أشرنا فيما بعد إلى جوانب مشرقة تحققت فيما بعد مع الرويلي، فمما لاشك فيه أنه خفف من معاناة الناس وفق الإمكانيات المهيأة وبصور نالت استحسان المراجعين.
واليوم وقد تعين الأستاذ : حسين الرويلي مديراً عاماً للشؤون الصحية بمنطقة الباحة وعطفاً على ما عايشه الجميع خلال توليه الشؤون الصحية ببيشة ثم الأحساء حيث تحققت على أرض الواقع معه بتوفيق الله آمال بعد أن كانت حلماً وفي مدة وجيزة قضاها في المحافظتين أشاد به كل من لامس تلك الفوارق قبل الرويلي وبعده، وهذا دليل كما أشرت في مقالات سابقة على أن الأمر لم يكن يتطلب قدرات خارقة ولا مزيداً من ضخ الموارد المالية بقدر ماالأمر يحتاج إلى حنكة قيادي خبير ومتمرس لا يعشق الأضواء الإعلامية ولا يقدم أي مصلحة على خدمة الصالح العام، حيث تحسنت الأوضاع الصحية إدارياً وطبياً وفنياً واستبشر الناس خيراً وخفت هجرت الأهالي بمرضاهم إلى مشافي خارج المحافظات بنسبة ملموسة وحتى لا أُبحر في الإنشائية ذكرت يومها كيف يتناقل الناس هنالك بعضاً من المنجزات التي تحققت خلال فترة تولي الأستاذ / الرويلي وعلى رأسها : تشغيل مستشفى الملك عبدالله ببيشة تشغيلاً ذاتياً ، وتطبيق برنامج الضمان الصحي في مستشفى الملك عبدالله ، وإطلاق برنامج \” تواصل \” والذي يهتم بجودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى في المستشفى ، وبرنامج \” تكامل \” وهو برنامج المتابعة المنزلية لمرضى السكري والضغط ضمن أنشطة المراكز الصحية الأولية ، وكذلك قرأت أكثر من تقرير ومقال عن صحة الإحساء إبان تواجده هنالك وهذا بعض من تلك المنجزات.
واليوم والرويلي يحط الرحال بالباحة ويتسنَّم سدة إدارة الشؤون الصحية بها، وبحكم ما تابعت عن سعادته رغم أنني لم أتشرف يوماً بمقابلته إلا تلك الومضة التي أشرت إليها بعاليه، أتوقع أن تكون منطقة الباحة الميدان الحقيقي لبروز المزيد من منجزاته، فبحكم أن المنطقة تعتبر مساحة وإمكانيات مناسبة تساعد على تغير الحال إلى الأحسن بإذن الله ، فكل المؤشرات تشير إلى أن المستشفيات في الباحة تكاد تكون متناسبة مع حجم المراجعين وكل ما تحتاجه المنطقة فعلاً هو نقلة نوعية إدارية بحته تحسن فعلاً تسيير الأمور وفق آلية ممنهجة وإستراتيجية محسوبة .
المسشتفيات موجودة وإن تعثر تنفيذ بعضها والمراكز الصحية تكون تكون مناسبة لكن وكما أسلفت تحتاج إلى كوادر عمل لا شواغر وظائف ، تنتشل المستشفيات والمراكز الصحية في منطقة الباحة من حالة الجمود إلى الحراك الطبي الفاعل متى ما أحسن العمل وارتفعت نسبة الجودة في الأداء والتزم الأطباء بتواجدهم وكذلك الفنيين وتحسن أيضاً مستوى خدمة المرضى التي تبدأ من إستقبال المريض وتتواصل معه حتى شفاءه مع الاهتمام بحالات القلب والكلى والسكتات الدماغية والتأهيل ، وتغيير النمطية التي تعودها الناس فيما مضى من خدمات تقليدية تختلف بحكم العلاقات وليس حالات المرضى ويعمل على إعادة الثقة والتخفيف من شد الرحال بحثاً عن العلاج خارج المنطقة.
أتمنى من الرويلي وقد جاء بهذا الكم المهول من الخبرات والتجارب أن نلمس حقا نتاج جهوده على الأرض مع التميز في توفير وتقديم ومتابعة الخدمات الصحية بأشكالها المختلفة من الخدمات التعزيزية والخدمات الوقائية والخدمات العلاجية والخدمات التأهيلية وما ذلك على الله بعسير هذا وبالله التوفيق.
جدة ص ب ـ 8894 ـ فاكس ـ 6917993

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *