صحافتنا بين الأصالة والتجديد

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فاروق صالح باسلامة[/COLOR][/ALIGN]

الحديث عن صحافتنا ذو شجون. فالصحافة لدينا ذات أصالة بوجود من كان رؤساء تحرير عليها أو لنَقُلْ مؤسسوها من رواد الأدب والثقافة والمعرفة. لقد بذل هؤلاء النفس والنفيس في سبيل النهضة الأدبية والصحفية حيث لم يكن في بلادنا مكتبات أو إذاعات أو قنوات تلفازية. وإنما كان المجتمع بجهود فردية يتعرفون على الأنباء والأخبار من وسائل تقليدية. وعلى ذلك قام عبد القدوس الأنصاري بإنشاء مجلة المنهل الثقافية. وانشأ علي وعثمان حافظ جريدة المدينة.
كما انشأ احمد السباعي مجلة قريش. وهي مجلة محتواها أدبي واجتماعي وثقافي. كما قام صالح وأحمد جمال بتأسيس جريدة الندوة وقام حسن قزاز برئاسة تحرير جريدة البلاد السعودية. وهكذا سارت هذه الصحافة وقامت بنشر العلوم والآداب والفنون المعرفية والثقافية والدينية والسياسية والاقتصادية في مجتمع نام كي ما يتابع ويقف على الأحداث الداخلية والخارجية والثقافة العامة التي تكسب أفراد هذا المجتمع بمعلومات ومعارف. وعندما تأسست وزارة للإعلام وكان وزيرها عبد الله عمر بالخير تأسس على يديه نظام للمطبوعات وذلك في النصف الأول من الستينيات في القرن العشرين الميلادي. كان هدف هذا النظام تعاون الدولة مع الصحفيين ماديا ومعنويا وتكون وزارة الإعلام لها صفة الإشراف على الصحف المحلية. وهذا من شأنه توحيد التوجه الإعلامي للصحف. ومن تلك الأيام إلى يومنا هذا وصحفنا تتمتع بقدرات مادية وصحفية وإعلامية عالية الجودة حيث سار عليها تقنية المعلومات والمعارف والمعاني والوسائل التي تخضع لهذه التقنية فصار تعامل المحررين بالحاسب الآلي للأخبار والتحقيقات والحوارات والمقالات.
ونجد على هذه القائمة شباب تخرج أكثرهم من أقسام الإعلام في جامعاتنا التي انتشرت هنا وهناك من بلادنا العربية السعودية كما اشتركت المرأة لدينا في خدمة هذه الصحافة وتعد أعداد الصحفيين الشباب من الجنسين بالعشرات المئوية سواء على مستوى الانتداب والمراسلة والحضور في المناسبات والمؤتمرات الصحفية والإعلامية. كما تشارك المرأة في صياغة المقالات والأبحاث والتحقيقات الصحفية فصار لديهن أعمدة وزوايا لكتابة المقالات اليومية والأسبوعية. بل إن منهن من تكتب وتشارك في هذه الكتابات في الصحف الإقليمية والدولية كصحيفة الحياة وصحيفة الشرق الأوسط وصحيفة العالم اليوم وغيرها.وهكذا صارت هذه الصحافة من البداية الشخصية مرورا بالصحافيين الكبار أمثال عبدالمجيد شبكشي وأحمد السباعي وهشام ومحمد حافظ وأحمد محمود ومحمد عبد الله مليباري وغالب حمزة أبو الفرج وعبد الله عمر خياط وعبد الغني قستي وآخرين الذين طوروا صحافتنا رئاسة وإعدادا وإخراجا بين الأصالة والتجديد.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *