[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فاروق صالح باسلامة[/COLOR][/ALIGN]

اللغة العربية هي لغة الضاد كما سماها أدباء المهجر أو أنها أيضاً اللغة الشاعرة كما سماها عباس محمود العقاد في كتاب بهذا العنوان. وبين هذين الاسمين أو اللقبين مساحة كبيرة لنقول فيها أنها لغة القرآن الكريم وكفى بالله شهيداً. وهذه الميزة للعربية جعلتها تخلد على مر القرون والسنين ويتعشقها الأدباء والعلماء والشعراء، حيث يعبرون بها عما يريدونه من تعبير وفكر وثقافة وشعر. والعجيب هنا أن الذين يتزعمون استخدام اللغة العامية محل الفصحى يدعون إلى ذلك كتابة باللغة الفصحى وهذا ما يجعل الأمر في حيص وبيص كما يقولون لأنه ليس معقولا على الإطلاق أن يدعو الإنسان إلى شيء بلغة هذا الشيء وليس بلغة سواه. إذن فلغتنا العربية لغة أدبية شاعرة وثقافية مفكرة تستطيع إن تؤدي بألفاظها ومشتقاتها ومترادفاتها أن تؤدي مهمتها في التعبير والتفكير عن أي شيء يريده الناطق بها ،وهذا من عظيم صفاتها وجليل قدرتها على المضي قُدماً في حين أن اللغات السامية الأخرى لم تستطع أن تعمر طويلا ومثال ذلك اللغة العبرية التي بدأت ألفاظها تنقرض شيئاً فشيئاً لفظة فلفظة ذلك لأن المتحدثين بها حرفوا الكتب السماوية التي أنزلت على رسلهم وأنبيائهم. في حين أن العرب والمسلمين عموماً يتلون القرآن بلغته كما أنزلها الله حفيظاً عليها قال سبحانه وتعالى : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) صدق الله والرسول. وهذا ما يجعل من اللغة العربية لغة خالدة ثرية بالألفاظ والكلمات وفيها قال حافظ إبراهيم شاعر النيل :

أنا البحر في أشحائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدافتي
وسعت كتاب الله لفظاً وغايــة
وما ضقت عن آي به وعظات

مما ينم عن آلاف الالفاظ والكلمات التي وسعت كلام أو حديث القرآن وحديث المفسرين والقراء والتاليين إلى يوم الدين.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *