الشاعر الذي لايجود الزمان بمثله
عبدالله فراج الشريف
الأستاذ محمد عواض الثبتي، الأديب الشاعر، هذه القامة الفارهة، الرجل الذي انتمى إلى بيئته بجدارة، وجاء ابداعه حداثياً بموضوعاتٍ جدّ محلية وتراثية ، صاغ اشعاره في قالب حداثي، بروح لم تغادر الوطن، بجبله وسهله، بقراه ومدنه ثمّ بواديه ، والذي ترك لنا من الشعر أجمل القصائد، فيها أعمق المعاني، وأرق الألفاظ ، مطالعها تنبئ عن شاعر لن يجود الزمان بمثله إلا نادراً ، يقول -رحمه الله – لما سُئِلَ: أين انت من عالم الشعر \” القصيدة تكون عندي حلماً مرة، ومغامرة في عالم مجهول مرة أخرى، وأنا أعتبر أن الشعر أو كل قصيدة تعطيني حياة جديدة وعالماً جديداً\” فلما صمت عن الشعر دلف الموت إلى ساحته، تمنى أن يكون نبتة قوية الجذور في غابة الشعر فكان، منهجه الشعري وأن أطلق عليه حداثياً، فهو ليس مطروقاً عند الحداثيين من قبل، هذا الشاعر الجميل شدى للبيد فأمطرها شعراً حتى غدت حدائق غناء، تهزج الطيور على أفنانها، فيسمع من خلالها الشدو الذي يوقظ الروح، لتفارق جفوتها المعهودة، : تحلق بالعصر تحمل إليه أبهى ما احتضنته البيد عبر الزمان.
من لنا مثل شاعرنا يقول:
عندما تعشقين
يضيق الضياء وتصحو الشموع
ويستخف العشق معنى الدموع
وصوت الجرح الذي لا يبين
من لنا مثله يتصور في ردئ الزمان غرفة باردة ، لاباب لها، والغبش فيها يتهادى على قدمين، والصمت يقوم على قدم واحدة، فلا نوافذ ولا موقد ولاسرير، ولا لوحة في الجدار ولا مائدة، وحينما اجج نار الحقيقة حوله وهمهم بالقول: لا فائدة، تصور بقربه آخر حزيناً، ويطوي على ألم ساعده فسأل: مَنْ؟ قال له الآخر: حاتم طئ وأنت؟ فقال:
معن بن زائدة، شاعرنا شعر وطن أثرى ساحة الأدب فيه بدواوين تعددت بدأها بعاشقه الزمن الوردي\” ثم الحقه بأربعة دواوين، لعل أشهرها: التضاريس، وموقف الرمال، وسيد البيد الذي خاطبه فقال:
مرحباً سيد البيد
إنّا نصبناك فوق الجراح العظيمة
حتى تكون سمانا وصحراءنا
وهوانا الذي يستبد فلا تحتويه النعوت
ستموت النسور التي وشمت دمك الطفل يوماً
إنما عنى به نفسه، رحمه الله واسكنه الجنان وألهمنا مع أسرته الكريمة الصبر على فقده إنه سميع مجيب.
ص.ب 35485 جدة 21488
فاكس 6407043
التصنيف: