دولية

3 آلاف قتيل إيراني في سوريا .. والجبير: عزلة طهران لن تنتهي

بروكسل ــ وكالات

حذر وزير الخارجية عادل الجبير النظام الإيراني في طهران، بأن عزلته والضغوط عليه ستزداد، مشدداً من بروكسل على أن هناك إصراراً بأن تغير إيران سياساتها العدوانية.

وقال الجبير إن سياسات طهران يحددها النظام الإيراني وعلى النظام الإيراني أن يدرك أن عزلة إيران ستزداد، وأن الضغوط على إيران ستزداد، وأن هناك إصراراً على أن تغير إيران سياساتها العدوانية.

وشارك وزير الخارجية في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، الذي عقد في مقر حلف شمال الأطلسي بالعاصمة البلجيكية بروكسل.

بدوره فسر ضابط سابق في المخابرات الفرنسية أسباب التشبث الإيراني بالوجود في سوريا، خاصة بعد تصريحات علي أكبر ولايتي مستشار مرشد إيران علي خامنئي، بأن وجود بلاده في سوريا والعراق استشاري ولن يخرجوا إلا بدعوة من تلك البلدان، وأوضح آلان رودييه، وهو ضابط سابق في المخابرات الفرنسية ونائب المركز الفرنسي للدراسات الاستخباراتية، أن إيران ليست لديها أي نية لمغادرة سوريا، وهدفها في البقاء هو بقاء النظام الحالي في السلطة بأي وسيلة ممكنة.

وذكر الخبير المتخصص في شؤون الإرهاب الجريمة المنظمة، لموقع “أتلنتيكو” الفرنسي، أن تدخل إيران كبد النظام الإيراني ما بين 30 إلى 10 مليارات دولار منذ بداية الصراع، في الوقت الذي تعاني فيه من أزمة اقتصادية الأسوأ في تاريخها، يثير تساؤلات.. لماذا تتشبث طهران بالبقاء في سوريا والعراق بهذه الطريقة؟

ووفقاً لعدة تقديرات، فإن تكاليف الصراع في سوريا كبدت إيران ما بين 9 و14 مليار دولار سنوياً، وتمويل مليشيات “حزب الله” يكلف طهران ما بين 3 و7 مليارات دولار سنوياً، كما تمول إيران حركة حماس بنحو مليار دولار سنوياً، دون الإشارة إلى تمويل مليشيا الحوثي في اليمن والحشد الشعبي في العراق والمقاتلين في أفغانستان، الذين تسعى طهران إلى شراء نفوذها في تلك البلدان بتمويل عدة فاعلين سياسيين تتخطى نفقاتهم ميزانيات شعوب، حسب ما ذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية.

وأوضح رودييه أن التدخل في سوريا ولبنان والعراق جاء لترسيخ هدف نظام الملالي بمد نفوذه وطوحاته التوسعية بالمنطقة بالوصول للهلال الشيعي الذي يمتد من بغداد مرورا بدمشق ووصولا إلى بيروت، إضافة للتدخل في اليمن عبر مليشيا الحوثي.

واعتبر الخبير الفرنسي إلى التقارب الإيراني مع قطر ليس من قبيل صدفة وإنما له مآرب أخرى، وهو اتخاذ الدوحة ذريعة ومطية للتدخل في شؤون دول الخليج العربية والقيام بأعمال تخريبية في تلك الدول.

وقال: “نظام الملالي يختلق أسباباً واهية لتشييد قاعدة دائمة له في المنطقة، معتمداً على المذهب الشيعي، لخدمة التحالف الإيراني في منطقة الهلال الشيعي، في حين أن المصلحة الحقيقية تكمن في تعزيز بقائه في الحكم، حيث يعمل على استغلال هذا التحالف لخلق فتنة طائفية لم تكن موجودة من قبل لخدمة مطامعه على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية”.

وأوضح رودييه أن تلك المطامع كلفت إيران ثمناً باهظاً خاصة في سوريا، من أرواح وأموال الشعب الإيراني، مشيراً إلى أن عدد قتلى إيران خلال الحرب السورية بلغ نحو 3 آلاف قتيل، بينهم جنرالات، بما في ذلك المرتزقة الذين يقاتلون تحت قيادة إيران.

وحسب الخبير الأمني الفرنسي، فإن إطالة أمد الوجود الإيراني في سوريا سيقوض أركان النظام الإيراني، موضحاً أن “واشنطن تلعب بكارت السلاح الاقتصادي للضغط على طهران وتقويض نفوذها في المنطقة للتنازل عن سياستها، وهي بالفعل نجحت في ذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وإعادة فرض العقوبات على طهران”.

وتابع: “تلك الضغوط الاقتصادية أدت إلى تحرك الشعب الإيراني ضد نظام الملالي لإسقاطه”، مطالباً الشعب بمزيد من التحركات للتخلص من ذلك النظام وعودة الأمن في البلاد.

الى ذك كشفت مصادر إعلامية أن الولايات المتحدة وإسرائيل أعدتا خطة سرية أطلقتا عليها مشروع إيران تستهدف مهاجمة المنشآت النووية والصواريخ الباليستية ومواقع عسكرية أخرى داخل وخارج ايران.

وأفاد موقع ديبكا الاستخباراتي، في تقرير نشره الجمعة، أن الخطة تم إعدادها من قبل القادة العسكريين الأمريكيين والإسرائيليين خلال اجتماعات سرية عقدت في واشنطن بتاريخ الـ29 من يونيو الماضي، وأنه تم تعيين الجنرال نتزان الون قائد العمليات في الجيش الإسرائيلي رئيسًا للمشروع بطلب من رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الجنرال جادي ايسنكوت، الذي شارك في الاجتماعات مع رئيس هئية الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال جوزيف دنفورد.

وأوضح التقرير أن الخطة هي عبارة عن قوة مهمات سريعة مشتركة لاتخاذ القرارات المتعلقة بمهاجمة المنشآت النووية والصورايخ الباليستية ومواقع قتالية وعسكرية أخرى داخل وخارج إيران.

ونقل الموقع عن مصادر عسكرية واستخباراتية قولها: إن إعداد الخطة يتزامن مع الحملة الأمريكية الحالية ضد إيران، واتساع تواجد القوات الإيرانية ومليشيات حليفة في الجولان، وتصاعد احتمالات اندلاع حرب كاملة بين إيران وإسرائيل.

ولفت التقرير إلى تصريحات سابقة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني، أفاد فيها أن القوات الإيرانية مستعدة لتنفيذ تهديد الرئيس حسن روحاني بإغلاق مضيف هرمز لوقف صادرات نفط دول الخليج.

وكشف الموقع بأنه خلال اجتماعات واشنطن تم الاتفاق على تشكيل 4 مجموعات قيادة ضمن مشروع إيران، وهي مجموعة القيادة النووية التي تتعلق مهمتها بتحديد مواقع السلاح النووي ومفاعلات البلوتونيوم ومصانع اليورانيوم ومواقع التخصيب وأجهزة الطرد المركزي داخل إيران.

وأفاد بأن مهمة المجموعة الثانية تتعلق بموضوع الصواريخ الباليستية الإيرانية بما فيها منصات الإطلاق والمخازن تحت الأرض ومصانع إنتاج ومراكز الأبحاث، في حين تغطي مهمة المجموعة الثالثة العمليات العسكرية السرية والعلنية ضد المراكز العسكرية والاستخباراتية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط بما فيها سوريا ولبنان واليمن.

أما المجموعة الرابعة فستعمل على تنفيذ العقوبات الاقتصادية ضد إيران وستساهم إسرائيل فيها بتوفير معلومات استخباراتية عن محاولات طهران خرق تلك العقوبات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *