الأرشيف النادي

يوم عيد.. ووطن.. وإنجاز

لقد عشنا يوم الاربعاء الماضي الرابع من شهر شوال لعام 1430للهجرة عدة افراح ومناسبات جميلة التف بعضها الى بعض في باقة مواعيد جمعت يوم العيد مع احتفالية اليوم الوطني الموافق الثالث والعشرين من شهر سبتمبر والاول من برج الميزان وقد تزامنا مع حدث افتتاح اكبر صرح تعليمي بحثي تقني للبحث العلمي والتطور التكنولوجي والخيال المنتهي بالابتكار.. لقد عشنا يوم العيد بثلاث اعياد تزامنت فاطلت لتبهج العالم العربي والإسلامي.. اولها عيد الفطر المبارك فكل عام والعالم بخير وسلام.. فكان يوما رائعا من ايام العيد السعيد الذي جاء بعد رمضان المبارك لنواصل التهنئة لأنفسنا والتهنئة ايضا للمسلمين اجمعين بأن من الله علينا بالصيام والقيام واتم نعمته علينا وختمنا فيه القرآن.. فالحمد لله على ما كان ونسأل الكريم المنان ان يعيده علينا عدة ازمان وقد تحقق النصر لأمة الإسلام.. يا رحيم يا رحمن.. ثم احتفلنا بيوم مجيد من ايام الوطن وهو اليوم الوطني لتوحيد هذه البلاد العزيزة على قلوب المسلمين التي تفد اليها افئدتهم كل يوم خمس مرات.. هذه البلاد التي ضمت بين جوانحها الحرمين الشريفين.. وكانت الاحتفالية بيوم الوطن بمثابة اعتراف بالجميل وتقديم الوفاء والولاء لقادته المخلصين.. فكل عام وانت بخير يا وطني.. وكل عام وجميع من سكن فوق ترابك الطاهر بخير وسعادة وهناء.
ثم المناسبة الثالثة: مشاركتنا الفرحة بيوم الانجاز.. انه يوم اطل فيه علينا تعليمي بحثي جديد.. انبثق لينضم الى اخوته في منظومة تعليمية ضخمة.. انه صرح علمي شامخ فريد من نوعه متمثل في (جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية) التي تسخر كافة الامكانات لخدمة التنمية العلمية والاقتصادية الشاملة في المملكة والتي ستفتح ابوابها ومعاملها البحثية لتستفيد منها كافة مرافق البحث العلمي والاكاديمي في داخل المملكة وخارجها ولذلك قد وجه خادم الحرمين الشريفين دعوته لقادة العالم اجمع لتشاركه لحظة الافتتاح وفرحة الانجاز.. دعاهم ليروا حلمه وقد اصبح حقيقة فيباركوا معه وضع لبنة من لبنات الحضارة والثقافة وهو يقول: ان فكرة هذه الجامعة كانت حلما يراوده منذ اكثر من 25 عاما وكانت هاجساً ملحًّا عاش معه طويلا وقال: \"اني احمد الله – جل جلاله – ان مكننا من تجسيدها واقعا نراه اليوم شامخا – بحول الله وقوته – على تراب ارضنا، فباسم الشعب السعودي اعرب لكم عن شكرنا العميق لحضوركم ومشاركتنا احتفال مولد ذلك الحلم\". فهنيئا لطالبي العلم بهذا الصرح الشامخ.. والجدير بالذكر هنا ان اول جامعة انشئت في المملكة قد انشئت ايضا في يوم الاربعاء.. فيعد يوم الاربعاء السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) 1957م، يوما مشهودا في تاريخ التعليم في السعودية، عندما اصدر الملك سعود مرسوما ملكيا بانشاء اول جامعة في البلاد وهي جامعة الرياض والتي حملت فيما بعد اسم منشئها فاصبحت جامعة الملك سعود لتخلد ذكراه في تاريخ التعليم السعودي، واعقبه مرسومان ملكيان بانشاء كلية للآداب واخرى للعلوم كنواة للجامعة الجديدة. وقد اعرب الملك سعود آنذاك في كلمة له يوم افتتاح الجامعة عن امله في \"ان يكون هذا اليوم فاتحة عهد سعيد مبارك تزدهر فيه المعارف ويعم العلم ويسود السلام والأمن والرفاهية في مملكتنا والبلاد العربية والإسلامية\". وكان الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز الذي عُين وزيرا للمعارف في 1954م قد اعلن في تصريح للاذاعة السعودية قبل 55 عاما: (ان وزارة المعارف تفكر جيدا في اخراج الجامعة السعودية الى حيز التنفيذ\"، مضيفا: \"ويهمني قبل كل شيء تدعيم التعليم العالي والفني داخل البلاد حتى يعيد التاريخ نفسه ونضيف الى المجد التليد مجدا جديدا، لذلك فإن ما اعني به عناية حقة هو تأسيس (الجامعة السعودية) بكلياتها ومعاهدها ومعاملها على نمط حافل مدعم\" انتهى كلام الملك فهد رحمه الله ورحم جميع ملوك هذه الارض الطيبة.. واليوم ها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد ان تولى دفة الحكم يواصل ما بناه والده المؤسس واخوانه العظام فقد عمل على تطوير العلم وتشييد المزيد من الكليات والجامعات حيث زاد في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز عدد الجامعات من 8 الى 18 جامعة في العام الجاري، واليوم قد سجلت الجامعات الحكومية في السعودية نموا بنسبة 125 في المائة خلال السنوات الثلاث الماضية.. اضافة الى تسجيل نمو كبير في كليات الطب بواقع 157 في المائة، و525 في المائة بكليات المجتمع، و467 في المائة في كليات الحاسب الآلي.. وها نحن اليوم نشارك الوالد الحنون والملك الصالح تحقيق حلمه بفرحة افتتاح جامعة منقطعة النظير تعنى بالبحث العلمي ونحن لا نتباهى بعدد الجامعات الذي يا يزال ولله الحمد في ازدياد.. وإنما تفخر بمواكبة حكامنا للعصر وتتبعهم للعلم والعلماء ونشر الوعي والثقافة واقتناص الفرص العلمية والنهضة التكنولوجية لنفخر بحق بنوعية الجامعات الجدية وبمخرجاتها الحديثة وبطلابها النجباء الذين يعتمدون في التحاقهم بها على الافكار البناءة والخيال المبتكر والبحث العلمي لتصب كلها لخدمة الإسلام والمسلمين.
انه حقا انجاز عظيم ونجاح كبير على مستوى مملكة الانسانية وعلى الصعيد العربي والاسلامي والعالمي على حد سواء.. ونسأل الله ان يتم علينا النجاح والتقدم لمصلحة الاسلام والمسلمين ان شاء الله.. ونسأله تعالى ان ياتي العيد القادم وقد تحقق للمسلمين مزيدا من الانجازات والنصر والعزة وكل عام وانتم الى الله اقرب.
حنان محمد الغامدي – جدة
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *