جدة

يحدث في بيوتنا (4)

أ/ سراج عمر عبد ربه

من منا زمان لم تحضر شقيقته الي البيت غضبانة
ومن منا لم تخرج زوجته من البيت غضبانة
تأتي البنت الي بيت أهلها يوصلها زوجها ويروح لحاله. تطلع البنت البيت وتضع وجهها علي صدر امها فتفرغ كل مافي نفسها وتشهق وتدمع.
ناتي من المدرسة نفرح بوجود اختنا، يأتي المساء.
نصلي العشاء ثم نتعشي وبعد فنجان شاي بعد العشاء تهمس الام في أذن ابنتها وتأمر ابنها ان يوصل اخته الي بيتها.
ياتي زوجها من الخارج يجد زوجته في الدار
يلاطفها بكلمتين تقوم تحضر له العشاء وكأن شيئا لم يكن. لا عتاب ولا لوية بوز ولا كشرة في الوجه
يعرف الزوج ان والدتها عقلتها وافهمتها الفرق بين بيت اهلها وبين زوجها وتستمر الحياة بما كتبه الله فيها والبيوت تعمر. هذا ماكان في زمن العيب
عمرت البيوت وربت اجيالا وانشأت مدينة والمدينة جزء من دولة كبيرة عظيمة. وتناسلت اجيال بعد اجيال
لا أهل ولا جيران ولا اصحاب سمعوا او عرفوا الخلاف.
حتي الاخوة في البيت لم يعرفوا ان هناك خلاف بين اختهم وزوجها الذي هو في مكانة اخوهم
حتي لا تتغير صورته بين اشقاء زوجته.
كان هناك تربيه العيب والواجب والاحترام والاخاء.
انتهي زمن العيب وجاء زمن المجاهرة بالخصومة والشكاوي في المحاكم.
بدأ زمن طلقها وازوجك اجمل وأحسن منها
بدأ زمن اتطلقي منه وازوجك سيد سيده.
لا تدخل كبراء العائلة لانه كبارهم انتهوا
ولا تدخل العمدة او شيخ الحارة
لان اصلا انتهوا
لا تواضع ولا احترام لرحم او لاخوه او عم ولا خال
كثرة حالات احتفالات الطلاق والمباهاة به
والمجاهره والمفاخره به. كثر الصيع في الشوارع
وكثرت القهاوي وامتلئت بالشابات والمعسلات
وانقشع برقع الحياء وانقلبت
الامور من حياء وخجل الي انعدام حمره الخجل
الا من رحم ربي
ظواهر بدأنا نراها تظهر على السطح ولا أقصد التعميم إنما التنبيه فلا زالت امة محمد عليه الصلاة والسلام بخير
ولا زال في وجوه البعض حمرة الخجل تلك الحمرة
الاصيله الثابته التي يزعزعها ولا ينزعها
لاتطور ولا تقدم فالثوابت لا يمكن ان تنزع ولا ازيد
لطفك يارب يا أمان الخائفين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *