محليات

ولي العهد في حديث الوضوح لصحيفة (واشنطن بوست): الحملة على الفساد تمثل العلاج بالصدمة

لن تتحقق أهداف الميزانية دون وضع حد للنهب

الجهد مبذول لتوظيف أصحاب الطاقات العالية وتحقيق أهداف العصرنة

حاول أشخاص استخدام اسمي وعلاقاتي مبكرا والفاسدون قلة

الجيش السعودي في قائمة الأفضل ومهمتنا ضبط الإنفاق

معظم المتهمين يدركون بأنهم ارتكبوا أخطاءً

نحاول إعادة تطبيق الممارسات الطبيعية

اتساع وتيرة التغيير وسرعتها من ضرورات النجاح

 

وقال مراسل الصحيفة إن الحوار بدأ في نهاية اليوم الذي أُصدرت فيه الأوامر الملكية وأمرت بتعيين امرأة في منصب وزاري، تماضر بنت يوسف الرماح كنائبة لوزير العمل. ولأكثر من ساعتين، ناقش الأمير محمد بن سلمان حملاته ضد الفساد والتطرف، وكذلك استراتيجيته للمنطقة في حديثه الذي نقله مراسل الصحيفة ديفيد إغناتيوس.
وقال ولي العهد إنه يحظى بدعم شعبي، ليس فقط من قِبل الشباب السعودي ، وإنما أيضاً من أفراد العائلة المالكة. كما رفض انتقاد سياساته المحلية والإقليمية، التي وصفها البعض بأنها محفوفة بالمخاطر، وقال إن التغييرات تُعد جوهرية لتمويل تنمية المملكة ومكافحة أعدائها، مثل إيران.
واستطرد مراسل صحيفة واشنطن بوست ديفيد إغناتيوس قائلا في ثنايا طرح الصحيفة ، خلال زيارتي القصيرة إلى المملكة، كان مستحيلا تقييم مدى نجاح إصلاحات الأمير محمد بن سلمان وبالتأكيد، هنالك نضوج ثقافي: حيث يخبر النساء الزوار بنوع السيارات التي يرغبن بشرائها عندما يُسمح لهن بالقيادة في شهر يونيو؛ افتتاح صالات رياضية جديدة للنساء؛ تعمل سيدات الأعمال في عربات الأطعمة؛ وتحضر مشجعات الرياضة من النساء مباريات كرة القدم العامة.
ويستطرد مراسل الصحيفة قائلاً: إن الاستطلاع المستقل الذي قامت به شركة إبسوس على السعوديين المنتمين لجيل الألفية في العام 2017 كشف أن 74% كانوا متفائلين بشأن المستقبل؛ وأن أكثر مخاوفهم كانت من ارتفاع الأسعار والبطالة والفساد.
وعاد مراسل الصحيفة لحديث الأمير محمد بن سلمان قائلا :” وتحدث ولي العهد باللغة الإنجليزية بشكل كامل; بينما في مقابلتين سابقتين أجريتها معه، تلقى الأسئلة باللغة الإنجليزية وأجاب باللغة العربية. ورفض المخاوف التي تعتري بعض المؤيدين في الولايات المتحدة بشأن خوضه صراعات على جبهات كثيرة جداً وقيامه بالمخاطرة في كثير من الأحيان – قائلاً إن اتساع وتيرة التغيير وسرعتها يُعتبران ضروريين للنجاح. كما قال ولي العهد إن التغييرات التي أعلنها مساء الاثنين الماضي والده الملك سلمان هي جهود لتوظيف الأشخاص أصحاب “الطاقة العالية” الذين يستطيعون تحقيق أهداف العصرنة. وأضاف :”نريد العمل مع الطموحين”. ونصت الأوامر الملكية على تعيين أمراء من الجيل الشاب بمناصب في المناطق الرئيسية، منها تعيين الأمير تركي بن طلال نائباً لأمير عسير.
ويشير مراسل الصحيفة قائلا ، أنهى الأمير محمد بن سلمان خدمات رئيس هيئة الأركان في وزارة الدفاع وعين قادة عسكريين جدداً، وقال إنه تم التخطيط لذلك منذ عدة سنوات من أجل الحصول على نتائج أفضل للإنفاق السعودي على وزارة الدفاع. كما قال إن ترتيب الجيش في المملكة، التي تملك رابع أكبر ميزانية للدفاع في العالم، يقع في المرتبة ما بين ـ 20 أو 30 في قائمة أفضل الجيوش في العالم. وتحدث عن خططٍ طموحة لحشد القبائل اليمنية ضد الحوثيين وداعميهم الإيرانيين في اليمن.
وقال الأمير محمد بن سلمان إن حملته ضد الفساد في شهر نوفمبر كانت مثالاً على العلاج بالصدمة الذي تحتاجه المملكة بسبب الفساد المستشري مشيرا الى إن ذلك مثل أن: “يكون لديك جسدٌ مصاب بالسرطان في كل أعضائه، سرطان الفساد، عليك استخدام العلاج الكيماوي، وإلا فإن السرطان سيلتهم الجسم”. وأردف قائلاً:” إن المملكة لن تتمكن من تحقيق أهداف الميزانية دون وضع حدٍ لهذا النهب”.
وقال ولي العهد إنه شخصياً يتذكر الفساد، حيث حاول الأشخاص استخدام اسمه وعلاقاته التي بدأت في أواخر سن المراهقة: “لقد كان الأمراء الفاسدون قلة، ولكن الجهات الفاعلة السيئة حظيت باهتمام أكبر وقد تم إطلاق سراح جميع المعتقلين، ما عدا 56 شخصاً، بعد دفعهم لتعويضات”. وأضاف: “معظمهم يدركون بأنهم ارتكبوا أخطاء كبيرة، وقد قاموا بالتسوية”.
وقال الأمير محمد بن سلمان في نهاية حديثه للصحيفة بأن ” الصدمة” كانت ضرورية أيضاً لكبح التطرف وهي محاولة لإعادة تطبيق الممارسات التي طُبقت في عصر النبي محمد.
ويستطرد مراسل الصحيفة قائلا ، يشبه مناصرو الأمير محمد بن سلمان أحياناً مساعيه لتوطيد السلطة بالملك عبدالعزيز بن سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة. ولكن الأمير محمد بن سلمان يرفض هذه المقارنة، مضيفاً إليها لمسةً عصرية:” لا يمكنك تصنيع هاتف ذكي جديد. فلقد فعلها ستيف جوبز مسبقاً. ما نحاول فعله هنا هو شيءٌ جديد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *