ملامح صبح

وتد.. نختلف بالمعاناة ونلتقي بالألم!

حنان العوفي

قد تكون لحظات الألم في أوقاتٍ كثيرة هي الأصدق ، والأكثر نبلا لدى البشر إذ لا وقت لدينا كي نزيّف أو نجمّل الحقيقة ، يقول الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن :

“قالت قصيدك ليل سود معانيه
رويانة بالدمع وأمدادها دم
إلى متى يا شاعر الهم تخفيه
وإلى متى تحني ضلوعك على هم ”

لا يختار المعاناة شخصٌ سوي ، بل تكون قدرًا مؤلما نحاول أن نهرب منه بما نستطيع من وسيلة ، وليس لها صورة أو هيئة محددة بل تختلف كما نختلف كبشر ؛ لكننا جميعا نلتقي بالألم الناتج منها ، لنصل أحيانا للحد الذي نريد أن نقول ما لا يمكن قوله:

” لي عبرة يلعب بها الحزن والتيه
ولي صرخة وتعبت أبلقى لها فم ”

لحظات كثيرة مرت ، ضحكنا ونحن نحتاج أكثر للبكاء ، سكتنا ونحن أحوج للصراخ ، قبلنا وكان يتحتم علينا الرفض، كم قدّمنا تنازلات كي تسير مركبة الحياة كما هو متعارف عليه لا كما نحتاج نحن !

” قلت البكا صعب عليه وأنا ابيه
لا واهني اللي بكى وما تندم “

إنها الوصاية المجتمعية التي فرضت علينا أنماطا لا تشبه احتياجاتنا

” لا ما كتبت الشعر لحدٍ بسليّه
ولا نيب مدّاح ولا باترنم ”
نعم يجب أن نحترم الآخر لكن لا يكون ذلك على حساب مشاعرنا نحن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *