ملامح صبح

وتد.. بدون اسماء

محمد زارع السناني

كنت اجلس بجانب صديقي الذي يحب الشاي بالنعناع ويفضله على باقي المشروبات،وكان مشغولا ببناء قصيدة لاحد برامج الشعر الشهيرة أو الأشهر على الإطلاق،ولكن الغريب انه غير مشارك في البرنامج،والأغرب أن القصيدة(فزعة)لأحد الشعراء المشاركين،والذي وصل إلى الأدوار النهائية بقصائد صديقنا محب الشاي.
وشاعر آخر يتذمر من كثرة المتصلين من(ربعه)وجماعته يطلب كل منهم قصيدة إما للمدح أو العشق أو الهجاء،وصادف ذات يوم أن سمعته يرد على احدهم بقوله:(يافلان انت عزيز وغالي لكن كيف اقوم برثاء شخص لا احمل أي مشاعر تجاهه،وأنا والدي عندما تُوفي لم تكن لدي القدرة على رثائه..الخ).
وهناك شخص اعرفه يحمل في جيبه عددا محدودا من القصائد لم يكتب ولا واحدة منها،وإذا حضر إلى المجالس قالوا:نسمع قصيدة من الشاعر فلان ،ويقوم هو بدوره متفاخراً بسرد قصيدته التي اعرف كاتبها،ولا أملك إلا أن امسك رأسي قائلاً في نفسي:(هب هب ياكبرها)وبوجهه(القوي)يعرف اني اعرف ولكن لعلّ عزاءه في ذلك انه يعلم بأن سرّه في (بئر).
والغريب ان الرابط المشترك بين جميع من ذكرت من هؤلاء الذين يحبون ان يكونوا شعراء بفضل غيرهم،انه كثيراً ماتجده يمشي الهوينا بسيارته حاملا في يمينه كوب قهوة وفي يساره(سبحة)مستصعبا الالتفات كي لاتهتز شخصيته،في بعض الأحيان اجد منهم من يجلس في مقاهي الاسواق مستقبلاً ممرات السوق متفرجاً يتربص بالملهمات بعينيه الناعستين،ولا تفوته شاردة ولا واردة من الأفكار إلا وامسك بطرفها،لكي يدعي أنه سيخرج لنا بقصيدة من(مخه)الذي تأثر بكثرة(النشا)الموجود في شماغه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *