بشير الزبني
تبوأ الشاعر عبدالله بن مرهب مكاناً مرموقاً في عالم الشعر، ففي كل منبر إعلامي يظهر من خلاله يثبت لنا أنه قادر على سحب البساط من منافسيه، وكأنه ينحو بالذائقة إلى مدرسة شعرية يرسمُ سياساتها ويضع أولى لُبناتها؛ فلا غرابة إذ قلنا إن “بن مرهب” مدرسة أخرى قادمة إلى الشعر قائدها “معلم إبداع”، وقد بات واضحاً تصدّره وانفراده بما يكتبه من نصوص شعريّة كسب بها رهان جمهوره، وهذه النصوص تلوّنت بلغة حديثة نسيجها البدع والتلاعب على وتر المفردة الأصيلة المتكئة على معجم لغوي مترامي الأطراف ومخزون ثري من الصور والأخيلة والأمثال والحكم؛ ففي تغريدة واحده عبر حسابه في “تويتر” في وسم #والدك في تغريدة اختصر شاعرنا عبدالله بن مرهب رثاء الوالدين ببيتاً يفوح بعبق الوفاء قائلا:” مرثيّته ! ودموع عيني ! وطاريه.. كل ماقسى قلبي ترويّت منها”؛ وإلى لوحة آخرى من الأبداع وعن “الخوّة” وثمراتها ينشد:”غرتني الأيام مع بعض الأزوال..
اللــي مخاواها مايثمــر حصيله”، ويجيد “ابن مرهب” مهارة قراءة نظر العيون إذ يقول:”أنا أقرأ نظرة عيونك ونبرة صوتك المبحوح.. مثل مااقرأ نجاحي فـ الوجيه اللّي تحداني”، وعلى وقع التميّز وفي نمط قراءة التفاصيل أيضاً يعطي شاعرنا بطاقة العبور إلى النسيان ولكن بشروط تتضح في: “بعد ما صار جيدك من تناهيدي قلائد بوح.. ابي لامن قراها واحدٍ تغليه تنساني”؛ وفي خوض غمار الظروف ومعترك الحياة يرمي الخذلان ممتطياً الشموخ وعزيمة الأقوياء قائلاً من قصيدة جميلة “إن ضقت صارت بيض الأيام سودي.. وإن رقت أعدي شي ما ينتعدّا”، إلى البيت الممتليء بعزة النفس:” رجلٍ على الطالات تقدح زنودي.. يموت ماقالوا علامه تردّا”.
قبل الختام:
تمادى الحزن في صدري وصار يمون
على أني من بداياتي معه رسمي..!
يا (حزني) يوم صرت تمون ويش تكون؟
عشان حروفك تشابه حروف اسمي..!
لـ/ حزمي بن سعد.