عواصم ــ رويترز
وسط مطالبات بمحاكمة رموز النظام الإيراني، عن الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب الإيراني في الداخل، والاغتيالات لمعارضيه في الخارج، ونشر مليشياته المسلحة في ربوع العالم العربي، ما أدى إلى تشريد اليمنيين والسوريين، أكد سياسيون فرنسيون وإيرانيون على جرائم نظام “ولاية الفقيه” في طهران، منادين بضرورة إسقاط هذا النظام، ومحاسبة رموزه على الجرائم التي ارتكبها.
جاء ذلك في المؤتمر الذي أقامته لجنة رؤساء بلديات فرنسا، في العاصمة باريس، والذي تناول مخاوف فرنسا والمجتمع الدولي من سياسات الديكتاتورية الحاكمة في إيران، وتحدث فيه عدد من كبار الشخصيات، في مقدمتهم وزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنر، ووزيرة الدولة السابقة للشؤون الخارجية وحقوق الإنسان الفرنسية راما ياد.
وأكد المشاركون أن النظام الحاكم في إيران قمعي إرهابي، ارتكب المجازر في البداية ضد الشعب الإيراني الذي يعتبر ضحيته الأولى، بعد ذلك قام بتصدير هذا الإرهاب عبر مجازر في مختلف الدول العربية.
ولفتوا إلى أن تعديات نظام طهران وممارساته ضد حقوق الإنسان، لم تتوقف عند الشأن الداخلي في إيران، ولكنها امتدت للمنطقة عبر برنامج الصواريخ البالستية وتدخلاته في المنطقة، لا سيما في لبنان وسوريا واليمن والعراق، وهو يشكل شاغلا خطيرا لدى المجتمع الدولي.
وفى السياق دعا وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون أوروبا إلى دعم الولايات المتحدة في سياستها ضد طهران
وقال تيلرسون في ندوة عقدها مركز وودرو ويلسون للدراسات في العاصمة واشنطن، “بعد قرار الرئيس الأخير المتعلق بسياستنا تجاه إيران، اصبح في الحقيقة ما يربط الولايات المتحدة باوروبا اكثر مما يفرقنا”.
وأشار أن بلاده لم تعد مهتمة بوقف البرنامج العسكري النووي لإيران فحسب بل هي “ملتزمة بمعالجة التهديد الإيراني بشكل كلي”.
ودعا شركاء واشنطن الأوروبيين إلى الانضمام إليها “للتصدي لكل سلوك خبيث لإيران، فالنظام الإيراني يتناقض مع المبادئ الغربية في قمعه الشمولي للحرية الفردية والسياسية والدينية”.
وطالبت رئيس الجمهورية الإيرانية المنتخبة من المقاومة في الخارج، مريم رجوي المجتمع الدولي بضرورة محاسبة ومحاكمة جميع قادة النظام الإيراني الحالي، المتورطين في مذبحة السجناء السياسيين عام 1988، البالغ عددهم 30 ألف ضحية.
وقالت “رجوي”، خلال المؤتمر الذي أقيم من جانب لجنة رؤساء بلديات فرنسا: إنه أمر مهم للغاية أن نكرس هذا المؤتمر اليوم لتحقيق العدالة، ولإحياء ذكرى ضحايا مذبحة 30 ألف سجين سياسي في عام 1988 في إيران، بالإضافة إلى الوصول إلى حل حول قلق المجتمع الدولي بصفة عامة، تجاه السياسات الديكتاتورية الحاكمة في إيران.وشددت “رجوي” على ضرورة تكاتف المجتمع الدولي لصد الانتهاكات التي ارتكبها النظام الإيراني ، مؤكدة ضرورة محاكمة النظام الإيراني على جرائمه، في ظل حالات قمع الناشطين من جهة، وأوضاع أسر الضحايا الباحثين عن الحقيقة حول مذبحة 1988.
وبدوره، أكد وزير خارجية فرنسا الأسبق، برنار كوشنير، أن إرهاب النظام الإيراني يتطلب وجود تحقيقات واسعة، حتى يعرف العالم أجمع، أن هناك ضحايا لهذا النظام “الملالي” البربري الهمجي في طهران.
وشدد كوشنير على ضرورة التنديد بالوقائع التي يرتكبها هذا النظام، وأنه يكون هناك مواجهة على جميع المستويات في المحافل الدولية، سياسياً واقتصادياً، حتى على مستوى التجارة الدولية التي تمر عبر الأراضي الدولية.
وقال إنه على الأوروبيين أن يتذكروا جيداً إلى أي مدى قام هذا الرجل المعروف بـ”المرشد الأعلى” بإيذاء هذا العدد الكبير من البشر.
ومن جانبها، أكدت وزيرة حقوق الإنسان الفرنسية السابقة، راما ياد، أن تعامل النظام الإيراني مع مذبحة السجناء السياسيين في إيران عام 1988، والتي راح ضحيتها 30 ألف شخص، يعكس الصورة الحقيقية لهذا النظام القمعي.
وأوضحت راما، خلال المؤتمر، أن المجتمع الدولي الذي يقودنا مخدوع في هذا النظام الطاغية، كيف يمكن الوثوق اقتصادياً في هذا النظام القمعي الذي يتبنى برنامجاً نوويا؟ وطالبت المجتمع الدولي بالتكاتف لمواجهة هذا النظام داخلياً وخارجياً، لموقف قمع المعارضة الداخلية، وإطلاق الصواريخ البالستية،
وأكدت راما على أن التكاتف الدولي مهم جدا، حيث إننا نسشتعر بصمت دولي تجاه ما يفعله النظام الإيراني، وهذا الأمر مأساوي، أن ترى أوروبا والمجتمع الغربي فاقدين للمفاهيم المشتركة.