الأرشيف شذرات

هنا رفرفت الغربة

يا سيدي المترع بالأمل :
تعال
أحكي لنا عن واقع مؤلم
وعن لحظات يسكنها الصمت
وعن أنين استوطن المساحات
وعن قلوبا تعاني من التشرد
سكنتها الحيرة
فراشات الغربة تحلق في كل الاتجاهات
شمس الأمل حجبتها غيوم الاحتراق
ليل طويل مضني
تستقر فيه الوحشة
ويعزف الرحيل لحنة على كل الساعات
أحكي لنا عن أمان طوته سنين الغياب
وعن أحلام وئدت على قارعة النسيان
وعن بوح جفت ينابيعة
وعن أحاسيس تداعت أغرقها التعب
وحطمتها الرياح العاتية
وطالها الحزن
واستقر بها الضياع
وتبعثرت فيها الخطى
وتاهت الأنفاس في صحارى جرداء
خلت من كل وهج
وعن نهار أظلمت فيه الأماني
وحل العطش بالوقت
فأصبحت كل الاتجاهات منارات ألم
تبدد كل ثواني العشق
يا سيدي:
الحصار أطنب أوتاده على كل زوايا العمر
والدموع حفرت أخاديدها على كل المسارات
استيقظت على حقيقة حطمت جميع مراكب الأمان،
هنا ألم وهناك تعب
هنا شتات وهناك رحيل
هنا رفرفت الغربة
وهناك غشى الثواني الظلام
هنا فقدت كل ألوان البهجة
وهناك أحاطت معصمي القيود
هنا تبعثرت وتلاشت أنفاسي
وهناك سرق حلمي ومات أملي
هنا أعيش صراعا متعبا
وهناك أنا منسية على أرصفة الحيرة،
فماذا ترجي بعد ذلك ! ؟
هنا عشت الإنكسار
وهناك تحطمت كل المشاعر
على بوابة الحرمان
وتاهت الخطى في الزمان
هنا أعيش في سجن مظلم
وهناك تقيدني اللحظات
تائهة أنا
فالمراكب ترفض أن تحملني
والفرح أوصد أبوابه في وجهي
والأمان لم يرض أن يقترب مني
والحلم فر مني هارباً
والحدائق لا تقبل بالمعانأة
والقمر لا يضيء خطواتي
والشمس أحرقت كل نبض
فكيف بالله عليك
تود أن ابتسم
أو أسافر إلى واحات الأمل
ارتشف من ترياق الحياة
ما يروي عطش السنين
ويكفيني من حنين

سيف المرواني
عازف شجن
[email protected]
السعودية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *