الرياضة

هل ينجح ساوثجيت في إيقاف راكيتيتش ومودريتش؟

لم يغيّر مدرب إنجلترا غاريث ساوثغيت نهجه الخططي في نهائيات كأس العالم، المقامة حاليًا في روسيا، لكن مواجهة كرواتيا اليوم في الدور نصف النهائي، تشكّل له معضلة صعبة.

تملك كرواتيا اثنين من أقوى ثنائيات خط الوسط في النهائيات، وهما إيفان راكيتيتش لاعب برشلونة، ولوكا مودريتش لاعب ريال مدريد، بينما تلعب إنجلترا بلاعب وسط مدافع واحد هو جوردان هندرسون. تقوم خطة ساوثغيت على الاعتماد على ثلاثي هجومي يبحث عن نقاط الضعف في دفاعات الفريق المنافس.

ويلعب الثلاثي حول وخلف المهاجم الصريح هاري كين ويؤدون مهام دفاعية عندما يخسر فريقهم الكرة. يعني ذلك أن جيسي لينغارد وديلي آلي ورحيم سترلينغ يتولون مهمة شاقة بتضييق المساحات على الفريق المنافس والهجوم السريع في آن واحد. ونجحت الخطة حتى الآن.

وأثبت هندرسون نجاحًا كبيرًا في توليه مهمتي المسؤولية الكبيرة والعمل الشاق، وقد ساعده الثلاثي الهجومي على النجاة من أي عثرات.

لكن في ظل وجود راكيتيتش ومودريتش في خط الوسط وميل أندريه كراماريتش للسقوط خلف المهاجم الوحيد ماريو مانزوكيتش؛ فإن خطر كرواتيا في الهيمنة على وسط الملعب تمثل تهديدًا كبيرًا لإنجلترا.

والخيار الواضح بالنسبة للمدرب الإنجليزي هو دعم تلك المنطقة باللاعب إيريك داير لمساعدة هندرسون. يعني ذلك التضحية بواحد من الثلاثي الهجومي، الأمر الذي قد يؤثر بالسلب على توازن التشكيلة، ويقلل كفاءة إنجلترا عند حيازة الكرة.

والملاحظ حتى الآن أن ساوثغيت يطبق خطته، ولا يرغب في إتاحة المجال للخصم ليملي عليه أسلوب اللعب. لكن بعد مباراتي دور الـ 16 والـ 8 اللتين خاضتهما إنجلترا وهي مرشحة للفوز على كولومبيا والسويد، يواجه الإنجليز الآن منافسًا أعلى في مستوى المهارات والخطط وعلى المدرب أن يحدد ما إذا كانت تشكيلته المعهودة تناسب حقًا مثل هذه المهمة.

من سيغيب؟
يوجد مصدر قلق آخر لإنجلترا وهو المساحات على الطرفين، حيث قدّم كيران تريبيير أداءً قويًا على الجانب الأيمن، وكذلك آشلي يونغ على الجناح الأيسر. وتملك كرواتيا قوة هجومية أيضًا على الطرفين يتولى مهمتها إيفان بريشيتش على الجانب الأيسر، وآنتي ريبيتش في الطرف الأيمن، ويتوقع أن يشكلا متاعب كثيرة لدفاع إنجلترا. وبوسع بريشيتش وريبيتش التوغل في منتصف الملعب لمساندة مانزوكيتش وهو ما يزيد الضغوط على هندرسون إذا وقف بمفرده.

وإذا آثر ساوثغيت الدفع بداير فإن قرار إبعاد أحد أطراف مثلث الهجوم سيكون صعبًا للغاية. وقدّم لينغارد أداءً رائعًا، ومن المؤكد أنه سيشارك من البداية مما يرجح أن يكون الاختيار بين آلي الذي سجل هدفًا في الفوز 2/0 على السويد بدور الـ 8 ورحيم سترلينغ.

وشكل سترلينغ إزعاجًا لدفاع السويد يوم السبت الماضي، لكنه أهدر فرصة مؤكدة للتسجيل ويعد صيامه عن التهديف الدولي منذ العام 2015 مصدر قلق. وقد يحجم ساوثغيت في النهاية عن استبعاد مهاجم مانشستر سيتي وسيكون حريصًا على الحفاظ على انسجام التشكيلة التي بلغت بالفريق الدور نصف النهائي.

لكن كرواتيا، على عكس كولومبيا والسويد، لديها ما يتيح لها امتلاك الكرة لفترات طويلة بحثًا عن ثغرات في الدفاع الإنجليزي. ولذلك توجد الكثير من الأمور التي سيتعين على ساوثغيت، وكذلك زلاتكو داليتش مدرب كرواتيا التفكير فيها قبل مواجهة اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *